http://www.intiqad.net/_second.asp?filename=20060221132429
مقابلة
خاصة
للانتقاد مع
المفكر
السويدي جان
ميردال
المفكر
والكاتب
السويدي جان
ميردال يتحدث
لـ"الانتقاد"
حرب الغرب
على المسلمين
هدفها
الهيمنة وليس نشر
الديموقراطية
ستوكهولم
ـ خاص
بـ"الانتقاد"
English
French
Nederland
Swedish
Spanish
في ظل
الغرق في
الجزئيات
والضياع في
التفاصيل
يأتي الحديث
المتعمق مع
مفكر وباحث
وخبير دولي
من مستوى جان
ميردال
ليعود
بالبحث إلى مساره
الأصلي، مسار
الحرب بين
الشعوب
ومغتصبيها،
وذلك انطلاقاً
من معطيات
استراتيجية
يعرف
ميردال، ابن
الثمانين
عاماً والذي
زار عشرات من
البلدان
وألّف
ثمانين
كتاباً، كيف
يمكن
تركيبها
على المسار
التاريخي
للأحداث في
منطقتنا والعالم.
ليس
ميردال
باحثاً
ومفكراً
كونياً وحسب،
وإنما هو من
نوع خاص من
أولئك
المفكرين،
إذ هو اختار
أن ينحاز إلى
قضايا
الشعوب بدل
أن يكون في صف
الحكام
والمتسلطين
في بلده السويد
وفي أنحاء
العالم.
ومنذ أن
"لوّن
بالأحمر" قبل
أن يبلغ
العشرين من
العمر،
والحرب
العالمية
الثانية
كانت لا تزال
مستعرة،
وحتى أيامه
الحاضرة،
ستون عاماً
قضاها ميردال
يدرس ويبحث
ويستقرئ
الأحداث
التي شهدها
العلم، ليصل
إلى خلاصات
وضعها في
كتبه التي
ترجمت إلى
عشرات
اللغات،
وأعيد طبعها
عشرات
المرات.
وها هو
المفكر
الكبير ابن
الشخصين
اللامعين
الحاصلين
على جائزتي
نوبل (أبوه
جائزة نوبل
في علم
الاقتصاد،
وأمه جائزة
نوبل للسلام)
يقرأ بعض
خلاصاته في
المقابلة التي
خص بها صحيفة
"الانتقاد"،
والتي عمل بعض
أصدقاء
الجريدة في
السويد ـ
مشكورين ـ
على
إجرائها
وترجمتها من
السويدية
إلى الإنكليزية.
يشرفنا أن
نمنح قراء
جريدة الانتقاد
هذه
المقابلة
الحصرية مع
جان ميردال،
حيث سيتحدث
عن المسائل
الراهنة
المهمة مثل
المسألة
الفلسطينية،
المؤامرات
الامبريالية
ضد الشرق
الأوسط وضد
العالم
الإسلامي،
والمطلوب
عمله
لمقاومة هذه
الاستراتيجيات. ـ
أهلا بكم سيد
جان ميردال،
وشكرا على
هذه المقابلة
مع
الانتقاد. * يسرني
اغتنام هذه
الفرصة
للتحدث
والتعبير عن
آرائي حول
الأسئلة
العامة
المتعلقة
بالجمهور
المسلم
المناهض
للامبريالية.
أنا لست مسلما،
ولهذا من
المهم إيضاح
ذلك من
البداية لأن
هناك
بروباغاندا
امبريالية
قوية تقول بوجود
ثغرة لا يمكن
ردمها بين
أشخاص مثلي
والمسلمين.
وأنا أقول ان
الأمر ليس
كذلك. سأحاول
من خلال هذا
الحديث
متابعة ما
حاولت دائما
قوله أثناء
المؤتمرات
المختلفة
في ستوكهولم،
باريس،
إسطنبول،
والأردن: ان
الصراعات
الدائرة
ليست صداماً
بين
الحضارات
او حرباً بين
الثقافات.
سأكون
أكثر توضيحا.
أثناء عقد
جلسة في
إسطنبول حول
الحرب على
العراق، تم
اعتبار بوش
وبلير
مذنبين
بجرائم
شبيهة بتلك
الجرائم
التي تمت
إدانتها في
محاكمات
نوريمبيوغ
ضد الرؤساء
النازيين.
هذان
الرئيسان
السياسيان
يتحدثان
دائما عن
معتقداتهم
ومفاهيمهم
العليا؛ بوش
كما يقال
مسيحي مولود
من جديد،
ويقال ان
بلير صلى قبل
اتخاذه
قرار الحرب.
ولكن
أفعالهما لا
تعبر عن
الإيمان
المسيحي. هما
ليسا سوى
منافقين.
حربهما
ليست حربا
مسيحية
دينية ضد
الإسلام. لقد
كانت جدتي
المتوفية
مسيحية
مخلصة. هناك الملايين
مثلها في
بلادنا. هؤلاء
المسيحيون
المؤمنون
ليسوا
أعداءً لبلادكم
وشعوبكم،
وليسوا
الأشخاص
الذين شنوا الحرب.
لدى بوش
وبلير
وأمثالهما
"أجاندا"
بسيطة جدا.
صراعهم يهدف
الى
المحافظة
على
الاستعلاء،
السيطرة
الاقتصادية،
وتأمين
المصادر الطبيعية،
خصوصا النفط
المتوافر
في بلادكم.
وفي هذا
الخصوص،
الحالة
الراهنة لا
تختلف كثيرا
عن العصور
السابقة
التي سادت
خلال القرنين
التاسع عشر
والعشرين.
كما نحن في
بلادنا،
أنتم في
بلادكم يجب
عليكم رؤية
تلك الحقيقة
بوضوح،
كوضوح الشمس.
لا يجب ان ندع
أنفسنا تُخدع
بالحديث
وكأن
سياسات بوش
تم إقرارها
من خلال
اهتمامه
بـ"حقوق
الإنسان" أو "الديمقراطية"
أو
معتقداته
الدينية
المسيحية.
ولأن
المسألة
ليست كذلك؛
لهذا هي
تتعلق بالنفط
والقوة،
الاقتصاد
والقوة
العسكرية. (شركة)
هاليبيرتون
كما تعلمون
جميعا تجني
أرباحا ضخمة
جدا من هذه
الحرب على
العراق.يجب
زرع ذلك
المفهوم
بوضوح في
العقل. دعوني
أذكركم أن تشيني،
نائب رئيس
الولايات
المتحدة
الحالي
(ورئيس
هاليبيرتون
السابق)، قام
في أيار/مايو 2000
بتقديم
تقرير حول
أمن النفط في
الولايات المتحدة.
وبحسب ادعاء
تشيني، سوف
ينخفض الانتاج
الداخلي من 8.5
مليون برميل
يوميا في ذلك
العام الى 7
ملايين
برميل يوميا
في عام 2020، ولكن
في نفس
الوقت سوف
يرتفع مستوى
الاستهلاك
من 19.5 برميل
يوميا الى 22.5
مليون
برميل. لذا وجب
وضع مسألة
تأمين هذه
المصادر من
الطاقة على
رأس أولويات
السياسة
الخارجية
للولايات
المتحدة.
كلنا يعلم ـ
وكما أنتم
خبرتم
بأنفسكم ـ
كيف تم تطبيق
هذه السياسات.
اذا قمتم
بوضع
علامات، على
خارطة العالم،
على
الخمسمئة
والسبعين
قاعدة
عسكرية للولايات
المتحدة سوف
تجدون كيف تم
تجميعها حول
خزانات
النفط
الاحتياطية
وخطوط
أنابيب الضخ
في ارجاء
العالم.
وبالطبع،
حاول رؤساء الولايات
المتحدة
المفترسة
التعتيم على
الموضوع.
وبما أن
البلاد
الإسلامية
في الشرق
الأوسط غنية
بالنفط،
فهم
يحاولون
إخفاء
صراعهم على
النفط من
خلال حملتهم
ضد الإسلام
او "حرب بين
الثقافات"
("حملة
صليبية"، كما
قال بوش او
"نشر
الديمقراطية
واحترام
حقوق
الإنسان" كما
وصفها
بلير). هذه
الحملة ضد
الإسلام
كديانة
والمسلمين كمؤمنين
هي حملة
حقيقية. فهي
تضفي
ألوانا على الاعلام
الضخم
والأحاديث
السياسية في
بلادنا. وهي
تستخدم في
السياسات
الداخلية
ضد الأقليات
في بلادنا في
أوروبا
(مثلا، أبناء
الضواحي في
فرنسا). لهذا
يتوجب
علينا أن
نظهر من خلال
المقالات،
المحادثات،
والمؤتمرات،
ان هذه
الإيديولوجية
او النظرية
مزيفة. لنعد الى
الوراء. لو
رجعنا الى
كتب
التاريخ،
سوف نقرأ عن
حروب
الديانات في
أوروبا في
القرنين
السادس عشر
والسابع عشر.
صحيح أنه كان
هناك الكثير
من الأحاديث
عن الدين.
لذلك نجد
مثلا من خلال
الدعاية ان الملك
السويدي
غوستافوس
ادولفاس،
البطل البروتستنتي
العظيم، أتى
من الشمال
ودخل ألمانيا
في سبيل
الدين. ولكن،
هل فعل ذلك
حقا؟ هو
يدّعي ذلك،
كما أنه كان
يعتنق
المذهب
البروتستنتي
وحارب ضد
جنرالات
الكاثوليك،
ولكنه فعل
ذلك بدعم من
الكاردينال
ريتشيليو
(الكاثوليكي)
في فرنسا.
استخدم ذلك
الكاردينال
الملك
السويدي
البروتستنتي
في صراعه مع
الإمبراطور
الألماني
الكاثوليكي
في فيينا.
الحقيقة خلف
ذلك المظهر
الخادع
للحرب
الدينية
تكمن في
كونها
مرحلة جديدة
من الصراع
على القوة والسيطرة
في
أوروبا! أنا أقول
ذلك لأنه يجب
علينا توضيح
حقيقة تقول
إنه لم تكن
حرب
المسيحيين
(مثل
الملايين في
أوروبا ـ
وأجزاء أخرى
من العالم ـ
الذين هم مسيحيون
مؤمنون
مثلما كانت
جدتي)،
ولكنها كانت
حرب القوى
الامبريالية
التي من خلال
اهتماماتها
الأنانية
استغلت
الاديولوجيات
المختلفة. هم
يسمونها "حقوق
الإنسان"،
ويستطيعون
التحدث ـ مثل
اليمين
الديني
المتطرف في
الولايات
المتحدة ـ حول
ديانتهم،
ولكن في
الحقيقة هي
مسألة
الربح،
السيطرة،
والمصادر
الطبيعية.
هذا يعني
ان عامة
الناس في
الغرب لديهم
في الحقيقة
نفس الرغبة
حيال السلام
وتبادل
الاحترام،
وليس حرب
السلب كتلك
الحروب
الجارية في
بلادكم. الأمر
يعود إلينا
ككتّاب
ومفكرين
لتوضيح هذا
الموضوع
والعمل ضد
الوعي
الزائف. دعوني
أضرب مثلاً
آخر لتوضيح
ذلك. نسبة
السكان في
السويد هي
صغيرة، ولكن
بلادنا
تملك 15% من مصادر
اليورانيوم
في العالم.
ولقد قررنا
عدم استخدام
ذلك سياسياً.
حتى أن
الولايات
المتحدة
قامت مرة
بالضغط
علينا
كثيراً حتى
لا نقوم
بتطوير ـ في
ذلك الوقت
المليء
بالاهتمامات
العلمية ـ
برنامجنا
الخاص
بالتكنولوجيا
الذرية،
وأننا يجب
ان نعتمد
عليها. كما
قلت في عام 1964:
لو حاولت
السويد ان
تنحى منحى
استقلاليا
في هذا
الأمر
لاتّحدت
الولايات
المتحدة وروسيا
الاتحادية
على ضربنا
بالقنابل!
ولكن في
مرحلة
معينة، سوف
تحاول
الولايات المتحدة
ـ عندما
تنخفض مصادر
الطاقة
وتبقى حاجتها
لهذه الطاقة
عالية ـ وضع
اليد على هذه
المخزونات
السويدية من
اليورانيوم.
هذا الأمر
متوقع حاليا
بالرغم من
الاعتراضات
الحالية.
اذا لم
نسمح
للولايات
المتحدة
باستخدام مصادرنا
الطبيعية من
أجل مصالحها
وأرباحها الخاصة
وحاولنا
التمسك
بحقنا في
الاستقلال بدون
تجهيز قدرة
دفاعية
حقيقية تستطيع
(مثلا كوريا
الشمالية!)
ردع
الولايات
المتحدة،
فإنها
بالتأكيد
ستضع يدها
على موادنا الخام
النفيسة. فهم
يستطيعون
اختلاق
الأعذار
المختلفة.
مثلا،
يمكنهم قول
ان السويد
يحكمها منذ
أكثر من
سبعين سنة
حكومة
ديمقراطية ـ اجتماعية،
وهي بالنسبة
لهم لا
تحترم الملكية
الخاصة، وأن
السويديين
يحتاجون الى
التحرر
للدخول في
سوق
اقتصادية
حقيقية. أو ـ
بما أن
المخزون
الطبيعي
لليورانيوم
في الشمال ـ يمكنهم
قول ان نفس
السكان
(الأصليين
ذوي الأقلية
في السويد) هم
مضطهدون
ويجب
مساعدتهم
بواسطة
القوة
العسكرية
للولايات
المتحدة من أجل
بناء دولة
مستقلة. أنا أقول
هذا لأنكم
يجب أن
تفهموا أنكم
لستم
الوحيدين
المعرضين
لسياساتهم.
مثلا أنظر الى
يوغوسلافيا!
طالما أن
الولايات
المتحدة كانت
تستفيد
أثناء الحرب
الباردة من
وجود تيتو
المناهض
للاتحاد
الروسي، فقد
دعموا يوغوسلافيا
سياسيا
واقتصاديا،
كما مدحوا
الدولية
اليوغوسلافية.
عندما ربحوا
تلك الحرب
الباردة،
قاموا
بتغيير سياستهم.
لقد كان من
مصلحتهم ـ
ومن مصلحة
ألمانيا ـ
تقسيم دولة
يوغوسلافيا.
فرِّق
تَسُد! ـ ما هي
الاستراتيجيات
التي
تستخدمها
القوى الامبريالية
اليوم من اجل
السيطرة
والغلبة، من
خلال
العملاء
المحليين
بطريقة غير
مباشرة أم من
خلال الحكم
المباشر،
وما هي الشعارات
التي
يستخدمونها
لإخفاء
مطامعهم
التسلطية؟
* كما في
بلادنا،
يوجد في
بلادكم
مجموعات معينة
تستفيد من
السيطرة
الامبريالية.
كانت تسمى
هذه
المجموعات
"كومبرادورز"
(وكيل أو
مستشار
وطنيّ
تستخدمه
مؤسسة
أجنبية) في
زمن
الاستعمار
في الصين وفي
بلاد أخرى.
وكانوا
يسمون
"العملاء" في
فرنسا
المحتلة.
مفكرون
ورجال أعمال
لهم صلة
مباشرة
بالقوى ـ
الاستعمارية
او
الاحتلالية
ـ
الحاكمة.
لو نظرنا
في تاريخ
استعمار
الهند،
لوجدنا أنه
كان يوجد
دائما جزء
كبير من
المجتمع
الهندي الذي
كان مقربا
جدا من
الامبريالية
البريطانية،
وقد استفاد
منها: مثل
أمراء
الإقطاع، المرتزقة،
البيروقراطيين،
ورجال
الأعمال. وقد
ساد هذا
الأمر في
بلادكم
بأجمعها. هذه
الجماعات
الاجتماعية
لا تزال
موجودة،
ونحن طبعا يوجد
لدينا نفس
الجماعات
أيضا. في بعض
الحالات،
يمكنها ان
تمثل خطرا
كبيرا. اليوم
على سبيل
المثال،
يمكنهم
التخفي،
بشكل متعمد
او آخر، تحت
أسماء مثل:
"المؤسسات
غير
الحكومية
التي تعنى
بحقوق
الإنسان"..الخ.
تاريخ تفكك
الاتحاد
السوفياتي
السابق ودور
"جماعات
حقوق الإنسان"
الممولة
أجنبيا مثال
غني جدا. فيما
يتعلق بحقوق
الإنسان،
يجب ان نعرف
شيئا، عندما
يتحدث رؤساء
الغرب عن
"حقوق الإنسان"،
فإن الحق
الإنساني
الذي يأبهون
له فقط هو حق
التملك، ولا
نتكلم هنا عن
حق
الممتلكات الفردية
(كالمنزل،
حسابات
التوفير،
والدكاكين
الصغيرة)،
إنما نتحدث
عن السيطرة
الخاصة على
المصادر
الطبيعية
والبنوك،
الاحتكار والودائع.
وهم جاهزون
بشكل جيد من
اجل خنق او كبح
أي إطار شرعي
في الخارج
بما يبقي
حقوقهم الاستملاكية
مقدسة. لنأخذ مثلا
حملتهم ضد
كوبا. لم يغفر
الرؤساء المتعاقبون
في الولايات
المتحدة
لكوبا لأن
الولايات
المتحدة فقدت
سيطرتها على
كوبا (كما أن
بيوت
الدعارة والقمار
التي كانوا
يمتلكونها
هناك تم اقفالها).
ومع ذلك،
يمكن رؤية
نسبة بقاء
الأطفال الكوبيين.
فالأطفال
الكوبيون
بقوا على قيد
الحياة لأنه
تم القضاء
على تأثير
الولايات
المتحدة
(كما تم طرد
عملائهم).
ما هو
الحق
الإنساني
الرئيسي؟
الحق الإنساني
الرئيسي هو
حق الإنسان
في الوجود،
في البقاء.
يمكننا مثلا
مشاهدة
فظائع
"الأجاندا" الليبرالية
المحدّثة
حول العالم
أجمع. أنظر الى
روسيا
الفقيرة ـ
فأنا مثلا لم
أكن معجبا بسياسات
الروس كما
نعلم ـ حيث
انخفاض
السكان تحول
الى حقيقة من
نوع الإبادة
الشعبية! أما
رؤساء
الغرب، فهم
ـ بعدما قام
حفنة من
الأفراد الفاسدين
بسرقة
ثرواتهم
العامة،
وبعد انخفاض
متوسط
العمر
لعامة
الروسيين
بشكل كبير ـ يطلقون
على مصير
الشعب
الروسي بعد
إدخال السوق
الاقتصادية
اسم
الانتصار
للديمقراطية
وحقوق
الإنسان!
لهذا،
يجب أن يكون
الواحد منا
حذرا حيال
مسألة "حقوق
الإنسان".
فهي صالحة
للاستخدام
في الصراعات
ضد التعذيب
والاستغلال،
ضد الأمراض
والفقر،
وذلك من اجل
البقاء
والحياة
اللائقة. هذه
هي حقوق
الإنسان. ولكن
الذين
يخدمون
المصالح
الامبريالية
حاليا
وبشكل
منفتح
ومتعمد نوعا
ما، سيعملون
على استخدام
"حقوق
الإنسان"،
"الديمقراطية"،
وغيرها
كغطاء
لمكائدهم.
ـ ألا يمكن
لمسائل ما
يسمى "بحقوق
الإنسان" أن
تكون
انتقائية
بشكل كبير،
حيث أن بعض
الناس
بالنسبة
للغرب هم
أكثر قيمة من
غيرهم؟
* طبعا،
فمثلا، اذا
كان الصراع
على استصلاح الأراضي
الزراعية في
بلد ما في
أفريقيا
يمكن أن يودي
بحياة عشرة
من
المستوطنين
البيض، سيصبح
هذا الأمر
مسألة حقوق
إنسان في
الغرب، بينما
وفاة مئة ألف
طفل إفريقي
غير مهمة،
وهذا الأمر
طبيعي
بالنسبة
لهم. اذا كنت
تمتلك رخصة
براءة لدواء
يشفي من مرض
مميت معروف،
يمكنك جني
ربح وفير
جدا، ويمكنك
حينها إبقاء
سعره مرتفعا.
فأنت لن تسمح
للأدوية
الرخيصة
بإنقاذ
حياة
الاطفال.
وإذا بدأ بلد
ما في العالم
الثالث
بإنتاج
الدواء بنفسه
لإنقاذ
سكانه من المرض
والموت،
فسوف تطلق
حكومة
الولايات
المتحدة
صرخة ضد هذه
الجريمة،
وستستخدم
كل إمكانياتها
العسكرية ضد
هذا البلد
السارق. الحقيقة
الصرفة تقول
ان عددا
صغيرا من
الجماعات
التابعة
لقوى
الامبريالية
في الغرب (والتي
تعدّ بلاد
كاليابان
وقوى محتكرة
صغيرة مثل
السويد جزءا
منها) تستفيد
عبر قهر
واستغلال العالم
المسمى
بالعالم
الثالث (بشكل
مباشر ومن
خلال ما يعبر
عنه بـ"شروط
التجارة").
بقولنا
هذا، أنا
أريد مرة
اخرى
الإشارة إلى ضرورة
رؤية
الاختلاف
بين عامة
الناس في
بلادنا
وأولئك
المنتمين
للدوائر
المسيطرة.
ما هي
نظرتك
بالنسبة
للمسألة
الفلسطينية؟
*هذا سؤال
مهم جدا. ماذا
قلنا نحن
اليسار في أوروبا
قبل وأثناء
الحرب
العالمية
الثانية؟ ما
اعتقدناه في
ذلك الوقت
أنه عندما
تقوم الحركة
المناهضة
للاستعمار
بإخراج
البريطانيين
من فلسطين،
فسوف تقوم
دولة
فلسطينية
للناس من
الأديان
المختلفة
مثل
المسيحيين،
المسلمين
واليهود ـ
فلسطين
موحدة ـ
محررة من البريطانيين.
ولكن هذا
لم يحدث.
أسباب ذلك
تكمن فيما
يسمى بالمصطلحات
القانونية
"بانكتوم
تيرب" أي اتفاقية
الذلّ ـ
ويمكن
تسميتها
اتفاقية
سياسية وسخة
ـ خصوصا بين
الولايات
المتحدة في
ذلك الوقت
والاتحاد
السوفييتي،
وكلاهما
لأسباب
مختلفة أراد
تمزيق
واستئصال
بقايا
الإمبراطورية
البريطانية.
كان لدى بعض
قادة
المعسكر
المتوجّه
نحو
الاشتراكية
وهم غريب
يقول بأن
دولة
صهيونية
يمكن أن تصبح
حليفا اشتراكيا
لهم. أما
الولايات
المتحدة فقد
اعتمدت على
هذه الدولة
لتصبح موطئ
قدم مخلصاً
لهم. هناك أمر
يجب أيضا أن
تفهموه أنتم
في بلادكم. لقد
كان يجري
استخدام
مسألة
معاداة
السامية المبطنة
بشكل ساخر في
أوروبا من
أجل التسبّب بهجرة
اكبر عدد
ممكن (من
اليهود) الى
فلسطين. الذين
نجوا من
الاضطهاد
الألماني
كانوا موجودين
في أوروبا
الغربية
بداخل
مخيمات للمشردين،
وهؤلاء هم
أشخاص
مشردون
عاشوا ظروفا سيئة
جدا. حدثت
مذابح
منظّمة
مخزية في
بولندا، ومن
أصل ثمانين
ألفا من
اليهود
الناجين في بولندا،
ثلاثون ألفا
كانوا قد
هربوا بعد
سنة من نهاية
الحرب
باتجاه
الغرب والى
هذه المخيمات.
ولا بلد في
أوروبا ـ
وطبعا
الولايات
المتحدة ـ
كان يرغب في
إيواء هذه
الأعداد
الهائلة في
مخيمات
الأشخاص
المشردين. من
أصل 335 ألف
يهودي في
رومانيا
ومئتي ألف
هنغاري، كان
العدد الأكبر
من هؤلاء
معوزين، وقد
تم ـ برغم
استخدام براعة
الكلام
الحكومي
الرسمي ـ
تشجيعهم على
الهجرة الى
فلسطين. وتم
استخدام هذه
الأعداد
الهائلة من
المقهورين
كوسيلة لفتح
باب فلسطين
للهجرة على
نطاق واسع.
لقد كانت
حقاً سياسة
ساخرة
جدا. لم تؤدِّ
النتيجة الى
إيجاد دولة
جديدة كدولة
ما بعد
الاستعمار
من أجل
السكّان في
فلسطين ـ
شعوب من
ديانات مختلفة
ـ ولكنها
أدّت بدلا عن
ذلك الى كيان
مصطنع عرقي
استعماري
ومستقل في
بلد تم تشريد
سكانه الأصليين.
تحول
الفلسطينيون
الى لاجئين
وسكان
أصليين
محكومين.
لهذا، تحولت
"إسرائيل" الى
دولة عنصرية
أجنبية،
دائمة
الصراع
والتوسّع.
وهذا وضع غير
مستقر على
الإطلاق. أيضا أدى
هذا الأمر
الى حرب
مستمرة من
عدة مراحل. في
سنة 1967، عندما
قمت، بعد ستة
أيام من
الحرب، بالتحدث
عن هذا الأمر
أثناء
اللقاء
المناهض الذي
عقدناه في
ستوكهولم،
أشرت الى
إمكانية استمرار
هذه الحرب
مئة سنة أو
أكثر. يجب دائما
تذكُّر أننا
بالرغم من كل
ما نتمناه،
هناك أيضا
إمكانيات
سلبية. منذ
ستمئة سنة،
لم يستطع
سكان البلد
الأصليون،
لا في البلد
المسمى الآن
استراليا،
ولا في
أميركا الشمالية،
أن يتصوّروا
أنهم سوف يتم
القضاء عليهم
(من ضمنهم
الجزء
الجنوبي
المعروف
الآن بالحدود
بين مكسيكو
والولايات
المتحدة
والجزء الشمالي
الكامل من
هذه الحدود
إضافة الى
استراليا).
ولكن بالفعل
تم ذلك.
الإبادة
الجماعية التي
حصلت في نيو
مكسيكو
الحالية هي
من الناحية العددية
الأكبر في
السجل
التاريخي.
والإبادة
الجماعية في
الولايات
المتحدة
الحالية قريبة
من النهاية.
هناك، تم
القيام
بعمليات الإبادة
هذه حتى
بداية القرن
العشرين،
ولا يوجد الآن
سوى تجمعات
صغيرة باقية
من السكان
الأصليين.
يجب
الإبقاء في
الذهن على
مسألة ان
الفلسطينيين
أيضا يمكن
إبادتهم. شعب
بكامله يمكن
أن يختفي.
بالنسبة إلى
مجموعات
معينة في
"إسرائيل" ـ
بعض
المستوطنين
مثلا ـ هذه
الإزالة
للشعب
الفلسطيني
هي خيار.
وبسبب بعض
الأسباب
الثقافية،
هناك في
الولايات
المتحدة أيضا
موافقة
تقليدية على
هذا النوع من
الإبادة الشعبية. ـ كيف يجب
على
الفلسطينيين
التصرف في
الوقت الراهن
حيال هذا
الوضع؟ *في هذه
الحالة، من
المهم جدا
لهم القيام
بتحليل دقيق
جدا حول
الوضع
بأجمله.
النضال
ضروري اذا
كانوا
يريدون
البقاء،
ولكن النضال
والبطولة
ليسا كافيين.
لا يستطيع
أحد نكران
حقيقة أن
السكان
الأصليين في
البلد
المسمى الآن
الولايات
المتحدة ـ أي
الهنود ـ لم
يناضلوا أو
يقوموا
بدفاع
مستميت. الفارق هو
ان هناك الآن
عاملا اسمه
التضامن
الدولي.
السكان الأصليون
في شمال
أميركا لم
يكن لديهم
جيران أقوياء.
ولكن
الفلسطينيين
على العكس.
أيضا هناك مفهوم
متنامٍ في
جميع بلادنا
أن ما جرى على
الفلسطينيين
على مر
الستين
عاماً
الماضية
يمكن أن يحصل
لأي منا. كما
قال جون دون
في سنة 1622 ـ
استشهد به
همنغواي في
قصته عن حرب
الشعب الأسباني
ضد النازية ـ
"لا تسأل
أبدا عن
الشخص الذي
دقت أجراسه،
فالأجراس
تدق لك ايضا".
التضامن هو
عامل واحد،
ولكن كلنا
يعلم حدوده
في بلادنا،
وكذلك بين
الدوائر
الحاكمة في
الشرق الأوسط.
هناك عامل
آخر اسمه
الوقت والديموغرافيا
أو الدراسة
الإحصائية
للسكان. لقد
كان عدد
السكان
الأصليين
فيما يسمى
الآن
الولايات
المتحدة
ضئيلاً،
يعني كان
يمكن القضاء
عليهم. أما في
الجنوب من
الحدود كان
الوضع
مختلفا.
بالنسبة
للفلسطينيين
عددهم كبير ـ
وهم
يتكاثرون
كما فعل
السكان
الأصليون في
مكسيكو
وبوليفيا.
كيان يتم
تأسيسه مثل
"إسرائيل"
حسب النظرية
العنصرية
غير قابل
للتطبيق على
المدى
الطويل. وبعد
مئة سنة ـ أو
مئتين أو ثلاثمئة
ـ سوف يتفتت
هذا الكيان
مثل الدولة
الصليبية،
أو مثلما
تفككت
جمهورية
جنوب إفريقيا.
ليس هذا
معناه أن
الشعوب التي
تعيش هناك سوف
تختفي؛ سوف
يتم
امتصاصهم
مثلما تم
امتصاص بقايا
الصليبيين
ومثلما تم
امتصاص
"الآفريكانز"
البيض بعد
زوال
دولتهم. ولكن في
الوقت
الحاضر هناك
دعم أميركي
وأوروبي قوي
اتجاه
"إسرائيل".
حتى أن
السويد
تتعاون
عسكريا مع
"إسرائيل".
ولكن هذا
يعارض مصالح ورغبات
الأكثرية من
شعوبنا،
ويتوقع منا
ان نجد
القدرة على
إبطال هذا
الأمر. لهذا،
يمكن ان تحصل
تغييرات في
السياسات
الأوروبية،
حتى يمكن ان
تحصل تغييرات
في "إسرائيل".
بجميع
الأحوال،
هناك الكثير
من
التناقضات
السياسية
والاجتماعية
في "إسرائيل"
التي تتجه
نحو تغيير
الوضع. لا شيء
أكيد. الدعم
الدولي
الرئيسي
لدولة
"إسرائيل"
يأتي من
الولايات
المتحدة. وهي
تستخدم الآن
"إسرائيل"
كموطئ قدم.
ولكن ليس
هناك صداقة
ووفاء وود،
ولا يوجد
حلفاء
أبديون في
السياسات
الدولية. لو
حدث أن أصبح
من مصلحة
الولايات
المتحدة
تبديل
الأدوار
فيما يتعلق
بـ"إسرائيل"
ـ هناك
العديد من
السيناريوهات
الممكنة ـ
يمكن أن تفقد
"إسرائيل"
هذا الدعم بين
ليلة
وضحاها. ـ لماذا بعد
الحرب
العالمية
الثانية
قامت اليابان
وألمانيا،
بعد
احتلالهما،
بالاستسلام
كليا الى
القوى
الاحتلالية،
بدون القيام بالمزيد
من
المقاومة،
حتى أنهما
تعاونتا مع
القوة
المحتلة؟
أما على
الجهة الأخرى،
الأمثلة
الإسلامية
مثل فلسطين
المحتلة
والعراق
تظهر مقاومة
عقائدية
وعسكرية صلبة
ضد قوة
الاحتلال.
على أية أسس
يقوم هذا الاختلاف،
هل على عقيدة
البلدان
المحتلة أم
على العوامل
التاريخية؟ *لا يوجد
تشابه.
الصراع
القائم ضد
القوات
المحتلة في
العراق،
أفغانستان
وفلسطين هو
مثل الصراع
ضد المحتلين
الألمان في
أوروبا، وضد
اليابانيين
المحتلين في
كوريا،
الصين،
فيتنام،
وبورما.
السبب أن هذه
الصراعات
كانت ولا
تزال صراعات
وطنية من اجل
التحرير.
طبعا هي
معقّدة،
تذكروا أن
وضع بورما
كان معقدا
جدا. ـ ولكن،
لماذا لم
يقاوم شعب
ألمانيا أو
اليابان ضد
الاحتلال في
بلادهم؟ *لقد كان
الوضع ـ كما
ذكرت ـ
مختلفا كليا.
لقد تم قهر
الناس بشدة
من قبل
النازيين
والحكام الامبرياليين.
هم لم يرغبوا
بعودة
الهتلريين او
الحكام
الامبرياليين.
ولهذا آمنوا
في بداية
الأمر
بالمصطلحات
الغربية للدمقرطة.
كما قامت
الدوائر
الحاكمة
باستبدال
الأدوار،
وهكذا
حافظوا على
مراكزهم
كحكام. لو
عدنا الى
الوراء، سوف
نجد أن
الدوائر
الرسمية
الحالية هي
نفسها التي
كانت تتخذ
القرارات في
ألمانيا
أثناء
الحقبة
النازية. في
اليابان
أيضا، احتفظ
الغرب بمجرم
الحرب
هيروهيتو كإمبراطور.
كذلك، تعاون
الحكام
القدامى مع
المحتلين
بشكل كبير؛
مثلا
البرنامج
الفضائي للولايات
المتحدة
برمته، تم
بناؤه من قبل
الاختصاصيين
النازيين.
قدرة الحرب
البكتيرية للولايات
المتحدة تم
تعزيزها
بشكل كبير من
قبل خبراء
يابانيين في
علم
البكتيريا.
لم تقم
الولايات
المتحدة ـ
مثلما فعل
الاتحاد
الروسي ـ
بتقديمهم
الى
المحاكمة؛
لقد
استخدموهم
مع نتائج تجاربهم
(كذلك في
سلسلة
الأكاذيب
حول القوة العاملة). ـ ما هو
رأيكم في
الحرب
الراهنة في
العراق والمحاولات
الجارية
لاحتلال ذلك
البلد؟ ما هي
الاستراتيجية
الكبرى لهذا
المخطط؟ *تحاول
الولايات
المتحدة
استعمار
العراق وطبعا
بعض
الجماعات في
داخل العراق
ستتعامل معها
لأن هذا
الأمر مربح
لهم. ولكنهم
ليسوا أغبياء
الى درجة
نسيان
المثال
الفرنسي
القائل بأنه
يمكن
استخدام
الحراب لعدة
أهداف، ولكن
ليس للجلوس
عليها. لهذا،
سوف يحاولون
إطلاق مشروع
بلقنة
العراق.
تقسيم
العراق الى
ثلاث ولايات
بالحد
الأدنى أو
أكثر يصب في
مصلحتهم. وفي
أفضل
الحالات،
بحسب
نظرتهم، سوف
تشهد هذه
الولايات
الثلاث حالة
من التوتر
المستمر
وربما
الحرب،
وبعدها
ستصبح
السيطرة
كاملة بشكل
أو بآخر.
البلقنة هي
واحد من
أساليب الحكم.
ما زلت
أتذكر أنني
عندما كنت
أعيش في
الهند، فإن
موظفي
الولايات
المتحدة
الرسميين
الذين اعتبرناهم
من
المخابرات
الأميركية
المركزية (CIA)
"الأصدقاء"
كما كانوا
يلقبون ـ
كانوا يعتقدون
بأنه يمكن
تقسيم الهند
الى ست عشرة
ولاية. الصين
يمكن أن تقسم
إلى ست ولايات
(وهذا ما يفسر
رد الفعل
العنيف
للحكومة
الصينية
حيال
تظاهرات
تيينانمن في
عام 1989)، كما
انه يمكن
تقسيم إيران
الى خمسة
كيانات على
الأقل. هؤلاء
الرسميون من
الولايات
المتحدة
وصفوا ذلك
بأنه خيار
ديموقراطي.
ولكن في الحقيقة،
كانت هذه
وصفة
للهيمنة
الأميركية.
فرّق تسد،
أوجد دولا
ضعيفة، دولا
عميلة. حاليا تقود
واشنطن حملة
جديدة ضد
إيران. إذا استطاعوا
غزو إيران أو
مرة أخرى
قاموا
بهندسة إسقاط
النظام
الإيراني ـ
كما قاموا
بإسقاط مصدّق
في الماضي ـ
فإنهم لن
يتلكأوا في
ذلك. ليس بسبب
المثل
العليا او
الدين. كل
همهم الربح والنفط!
السبب وراء
قيامهم بهذه
الضّجّة حول السياسة
الإيرانية
للطاقة
الذرية ليس
فقط بسبب
خوفهم من
تمكن إيران
في بناء
القنبلة الذرية،
ولكن السبب
أنه اذا
استطاعت
إيران تخصيب
اليورانيوم
الخاص بها،
فإنها سوف
تمتلك قدرة
أكثر في
السيطرة على
مصادر
الطاقة
الخاصة بها.
(يمكن مقارنة
هذا الموضوع
مع حالة
السويد)! أنا وغن
كيسيل أقمنا
في إيران
خلال عهد
الشاه. نحن
معجبون
بأبناء
الشعب
الإيراني
ونحترم عاداتهم،
ولكن نفوذ
الولايات
المتحدة كان
قويا جدا كما
كان
الاضطهاد
الاجتماعي
واضحا جدا.
آمنّا بقيام
ثورة في أية
لحظة. ولم نكن
الوحيدين في
هذا
الاعتقاد.
أيضا السفير
السويدي ـ
راغنفالد
راسون باغ في
ذلك الوقت ـ
اعتقد بهذا
الأمر. ولكن
استغرق
الموضوع
سنوات طويلة
قبل حدوثه. لا
يستطيع
الواحد منا
التنبؤ تماما
بما سيحدث
حتى ولو كان
يستطيع رؤية
بعض الخيوط
العريضة،
كذلك يمكن
رؤية خيوط الصراع.
ـ هل ستقف
القوى
الدولية
والإقليمية
الأخرى الصامتة
مكتوفة
الأيدي حيال
تطبيق
الولايات
المتحدة
لسياساتها
التعسفية
والتوسعية في
المنطقة؟
*لا روسيا
ولا الصين
مسرورة حيال
القواعد العسكرية
الأميركية
في وسط آسيا.
هذا الأمر
يشبه الوضع
السابق
عندما كانت
روسيا
والإمبراطورية
البريطانية
تتصارعان
على بسط
نفوذهما في
فارس،
أفغانستان والتيبيت.
لقد كانت
الإمبراطوريات
تتنافس باستمرار؛
أراد
البريطانيون
في ذلك الوقت
امتلاك
القطن
والممرات
التجارية،
بينما أرادت روسيا
الممرات
التجارية
باتجاه
البحار
الدافئة. أدى هذا
الوضع الى
ثلاث حروب
بريطانية ـ
أفغانية. اضطر
الشعب
الأفغاني
الى دفع ثمن
غالٍ جدا، ولكن
في الحروب
الثلاث خسر
البريطانيون
عسكريا. وفي
نهاية
المطاف ـ بعد
الحرب
الثالثة ـ استطاع
الشعب
الأفغاني
استعادة
سيادته الكاملة.
المطامع
الامبريالية
التي أدت الى
الغزو الروسي
لأفغانستان
الذي تبعه
الغزو
الأميركي هي
نفسها. كما أن
النضال
الشعبي هو
نفسه، وأنا
واثق تماما
أن النهاية
ستكون نفسها
ـ ولكن الشعب
الأفغاني
سيكون قد دفع
الثمن غاليا
مرة أخرى. على أية
حال، لا
أباطرة الروس
السابقون
ولا
الإمبراطور
الملكي
البريطاني،
ولا بريجنيف
أو بوش كان
لديهم دوافع
أخرى غير
الطمع. لقد
ناضل
الأفغان
فاعتبرهم
الأسياد
البريطانيون
غير متحضرين
ومتوحشين ـ
ولكنهم
ربحوا
استقلالهم
بالنهاية. ـ بالنسبة
لظاهرة حزب
الله، أو
ظاهرة
المقاومة
الإسلامية
بشكل عام،
لماذا لم
تشهد
الولايات
المتحدة وأطماعها
الامبريالية
مثل هذه
المقاومة من قبل؟
*بالنسبة
لحزب الله،
يمكنني
القول بشكل
عام انه
يمتلك قاعدة
شعبية واسعة
استطاعت دحر
الجيش القوي
للاحتلال
الإسرائيلي.
لكن هناك
خطورة كامنة
في هذا
السؤال. حزب
الله هو حزب
باسل. لكنه
ليس الحركة
الشعبية
الأولى
المناهضة
للامبريالية
الأميركية.
هناك مقاومة
فيليبينية
باسلة مسلحة
ناهضت
الامبريالية
الأميركية
بعد الحرب
الاسبانية
الأميركية.
هناك أيضا
الثورة
المكسيكية؛
وحرب كوريا
البطولية ضد
العدوان
الأميركي. لا
ننسى صراعات
الشعوب في
جنوبي شرق
آسيا. لقد بدت
الولايات
المتحدة في
زمن ما خلال
القرن
الماضي
بمظهر المنتصر
الدائم،
ولكن خلال
العقود
الأخيرة،
اندحر
الامبرياليون
الأميركيون
عسكريا عدة
مرات من قبل
الشعوب
المسلحة! لقد كانت
الحرب
العالمية
الثانية
حربا من حربين،
حربا بين المصالح
الامبريالية
المختلفة،
وحربا خاضتها
الشعوب من
أجل
استقلالها.
في أوروبا
مثلا، ناضل
كل من
النرويجيين،
المقاومة
الفرنسية، والجماعات
المسلحة في
شمال
إيطاليا من
أجل تحرير
أوطانهم،
كذلك يفعل
الفلسطينيون
والعراقيون
والأفغان
اليوم. حيثما يوجد
اضطهاد،
ستنهض
الشعوب
ثائرة. ستكون
الإيديولوجيات
مختلفة
اعتمادا على
الزمن
والتاريخ،
ولكن اذا تم اضطهاد
الناس،
فإنهم سوف
ينفعلون
ويثورون، وسيكون
صراعهم
محقا. اليوم في
العديد من
بلاد العالم
ـ خصوصا في آسيا
ـ أصبحت
الإيديولوجية
الإسلامية
القوة الدافعة
للمقاومة
الشعبية ضد
الطغيان.
لهذا كان
الوضع
والإيديولوجيات
مختلفة
بالنسبة الى
الوطنيين في
أوروبا أو الصين
اثناء الحرب
العالمية
الثانية.
ولكن في ذلك
الزمن كما في
الزمن
الحالي:
الثورة ضد
الاضطهاد
كانت دائما
قضية
محقّة. أنا أؤمن
بأنكم سوف
تثبتون
نجاحكم
المطلق. لن تستطيع
الامبريالية
على المدى
الطويل
المحافظة على
نفسها. فهي
تقوم
بحروبها على
أموال
مستعارة. على
المدى
الطويل،
وضعهم خاسر،
مع أن ذلك يمكن
أن يأخذ وقتا
طويلا! ـ قلت مرة
في احد
خطاباتك انه
إذا لم يكن
بالإمكان
الانتصار
بشكل فوري
على قوة
محتلة، يجب على
الأقل جعل الاحتلال
أمرا غير
مريح
بالنسبة
للطاغي؟ *نعم هذا
صحيح. لنتحدث
عن السبب
القائل بصحة
الصراع في
وضع لا يكون
فيه الربح
فوريا. يمكن الاستشهاد
بمثل بسيط من
التاريخ
الأوروبي؛ خلال
الحرب
العالمية
الثانية،
كان هناك
المقاومة ـ
ديغول
وآخرون ـ في
فرنسا. لقد
ناضلوا بدعم
شعبي ولكن
بدون وسائل
عسكرية قوية.
بعدها جاء
غزو الحلفاء
القوي
عسكريا عبر
النورماندي
في عام 1944. كانت قد
قامت أميركا
مسبقا
بطباعة
أموال الاحتلال
لفرنسا كبلد
محرر من قبل
الحلفاء.
كانت ستصبح
فرنسا دولة
أوروبية
ثانوية
خاضعة لسيطرة
الولايات
المتحدة. ولكن
استطاع
ديغول
بواسطة شبه
"انقلاب"
إعادة تأسيس
استقلال
الدولة
الفرنسية
بعدما سمح له
الحلفاء
بوضع موطئ
قدم على شاطئ
النورماندي.
بعد ذلك،
اتفق ديغول
والشيوعيون
على أن شعب باريس
يجب ان يحرّر
نفسه من خلال
الصراع
المسلح.
بينما قال
الأميركيون
ان ذلك لم يكن ضروريا.
وإن جيوش
الحلفاء
ستقوم بذلك.
ولكن ديغول
والشيوعيين
قاموا
بتنظيم
النهضة
المسلحة في
باريس، كما
قُتل العديد
من الناس.
يمكن القول
انه لو جلس
الباريسيون
دون حراك على
قفاهم، لتم
تحريرهم من
قبل
الأميركيين
بجميع الأحوال.
وبهذا كان
يمكن للكثير
البقاء على
قيد الحياة،
ولكن في
فرنسا
الخاضعة. قتل الكثير
اثناء نهضة
عام 1944، كما نتج
عنها جرحى
كثر، ولكن
الفرنسيين
حرروا باريس
بأنفسهم
وذهبوا الى
القتال ضد
القوات
الألمانية،
لهذا توجد
فرنسا اليوم
كأمّة
مستقلة. ـ يناضل
الفلسطينيون
من أجل دولة
ديمقراطية،
أيضا يتصور
الإسلاميون
هذا الأمر؛
دولة تتساوى
فيها الحقوق
حيث يمكن ان
يتعايش
المسلمون،
المسيحيون
واليهود.
"إسرائيل" لا
توافق على دولة
ديمقراطية.
هل يجب قبول
هذا الأمر؟
هل يجب على
الفلسطينيين
الخضوع الى
الطرف
الأقوى والقبول
بهذه الدولة
العنصرية؟ *ما يجب على
الفلسطينيين
تقريره يعود
الى الشعب
الفلسطيني.
يمكنهم
الحصول على
دعم خارجي،
وأيضا من قبلنا
في أوروبا،
ولكن يجب
عليهم أخذ
القرار. مطلب دولة
ديمقراطية
تتساوى فيها
الحقوق ويتعايش
فيها
المسلمون
والمسيحيون
واليهود هو
مطلب كان قد
حصل على دعم
قوي قبل
العام 1948 من قبل
الدوائر
التي
عايشتها.
وهذا الأمر
لا يزال يبدو
بالنسبة لي
كحل وحيد
لتطوير
عملية السلام
في المنطقة.
ولكن كيفية
الوصول الى
هذا الهدف
وكيفية
تقرير
الصراعات
الضرورية
يعود الى
الشعب
الفلسطيني
حقّ
تقريره. ـ لماذا
يحمل
الإسلاميون
اليوم مشعل
المقاومة ضد
التسلط
العالمي
والأشكال
المختلفة من
الهيمنة
كالامبريالية
والاستعمار
الجديد؟ *هذا سؤال
مهم! لقد كانت
الامبريالية
الأميركية
تمثل بشكل
دائم تهديدا
مباشرا
لمصالح الشعوب
في الأجزاء
المختلفة من
العالم.
لنضرب مثلا
على ذلك دولة
الفيليبين.
لقد كان
الاحتلال الأميركي
المحور
الرئيسي
للحركة
المناهضة للاستعمار
منذ قرن. لقد
ناضل
المسيحيون
الأصليون ضد
هذا الامر.
وقد كتب مارك
توين عن هذا
الموضوع
قائلا "قام
جنود
الولايات
المتحدة بتعذيب
الرهبان
المسيحيين
بنفس
الطريقة
البشعة التي
يستخدمونها
اليوم في
تعذيب
المسلمين".
والآن بسبب
النضال
الشعبي،
توجّب على
الولايات
المتحدة
مغادرة
قواعدها. هذا
النضال مستمر
وهو آخذ
بالاستمرار
منذ عدة
أجيال حاملا
عناوين
مختلفة،
منها ما هو
مسلح جزئيا،
ومنها سياسي.
في
بوليفيا،
يوجد جذور
مختلفة
للمعتقدات
الكامنة خلف
نضال
التحرير من
الامبريالية
الأميركية.
في الأجزاء
المختلفة من
أميركيا
اللاتينية،
نظرية
التحرر
المسيحي
لعبت ـ كما
قال كاسترو ـ
دورا
إيجابيا ضد
الحكم الامبريالي
للولايات
المتحدة.
يمكن تحليل
كل ذلك تماما
مثلما يمكن
تحليل تصرف
جميع
الطبقات المختلفة
في المجتمع.
في العديد من
بلدان ما يسمى
بالعالم
الثالث،
الطبقتان
المتوسطة و"البرجوازية"
تريدان أيضا
الاستقلال.
لذلك الوضع
معقد جدا. من الواضح
ان الجماعات
المسلمة ـ أو
الإسلامية
كما يمكن أن
تُدعى ـ قد
أخذت زمام
القيادة في
أراض واسعة
من العالم.
السبب
الرئيسي هو
أن أقساماً
كبيرة من
اليسار المثقف
انتهى دورها
الثوري
(خلفياتها
الاجتماعية
كانت غالبا
من الطبقات
الوسطى)،
وأصبحت تابعة
لطبقة
الكومبرادور
(أي وكالة
وطنية تستخدمها
مؤسسة
أجنبية)، ثم
فقدت
شرعيتها
كممثلة
للجماهير
المضطهدة.
ولكن يجب
تذكُّر ان
الحركات
الإسلامية
الحالية
تخوض صراعا
ضد الامبريالية
الأميركية
لأسباب
دينية. ويجب
علينا فهم هذه
المسألة. أنا طبعا
لست مسلما
ولا متدينا،
ولكني لست أيضا
ليبراليا.
أنا أؤمن بأن
الدين هو قوة
حقيقية
ومهمة جدا في
المجتمع. لو
عدنا الى
التاريخ السويدي،
سوف نجد ان
أولى
الحركات
الديمقراطية
الشعبية في
بدايات القرن
التاسع عشر
كانت دينية؛
مسيحية. كما أشرت
سابقا عندما
كنت في
الأردن، تم
تشكيل
التركيبة
الكاملة
للفولكلور
السويدي بواسطة
الحركات
الدينية مثل
"الحركات
الشعبية"
التي رسمت
السويد
المتحضرة،
إضافة الى
الحركة
العمالية،
وذلك في
بدايات
القرن
التاسع عشر.
معظم السويديين
لا يعُون هذا
الأمر
اليوم، ولكن
هذه مسألة
أخرى. ولو عدنا
الى الوراء
أكثر، الى
حقبة
الصراعات
الواسعة
للفلاحين في
القرنين
الخامس عشر والسادس
عشر، سوف نجد
أنها كانت
ناجحة في
السويد،
سويسرا،
وشمال
فنلندا. وهي
التي جعلت
بلادنا
مختلفة نوعا
ما عن باقي
أوروبا. ولكن في
ألمانيا،
كانت حروب
الفلاحين
حركات دينية.
لنأخذ شخصية
تاريخية
كبيرة مثل
الشهيد
الديمقراطي
توماس
مونتزر؛ لقد
كان قائدا لثورة
الفلاحين،
ولكنه كان
أيضا
معلّماً دينياً.
ترجمته
للإنجيل
كانت مهمة،
ومن خلالها وجد
حقيقة نفسه
التي ساقته
الى قيادة
الثورة. لو
أمكنني
العودة فجأة
الى القرن السادس
عشر وقابلت
مونتزر لقلت
له: "صديقي
العزيز، أنا
أعرف بأنك
فلاح ثوري"،
ولكان أجابني
حينها: "كلا،
كلا، كلا،
أنا أقاتل في
سبيل الله!".
أنا أريد
من المسلمين
أن يفهموا
هذا الامر في الخارج،
وأنا ـ
كإنسان غير
مسلم ـ
يمكنني رؤية
الدور
الرئيسي
الذي يلعبه حزب
الله كمنظمة
مناهضة
للامبريالية.
يمكنني القول
ان هذه حقيقة
لها أهداف.
ولكني أيضا
أعلم وأحترم
حقيقة أن
الحافز
لموقف حزب
الله المناهض
للامبريالية
هو ديني؛
الكلمة
المقدسة. وبقولي
هذا أنا لا
أشوه سمعة
الدين
أبداً. ميردال:
ادعموا
الجبهة
التحررية
بحسب شروطها!
في الحلقة
الأخيرة من
المقابلة
التي أجرتها "الانتقاد"
مع الكاتب
والأديب
السويدي الكبير
جان ميردال،
تتضح الخطوط
التي يرسمها
هذا المفكر
على خريطة
العالم،
ويحمّلها
تفسيراته
لما حصل
ويحصل،
ورؤاه لما
يمكن أن تسير
عليه الأمور
لو أن الذين
يحملون
اليوم لواء معاداة
الإمبريالية
والصهيونية
استطاعوا توسيع
المساحة
المشتركة
بينهم
وطوّروا
مفردات
اللغة
المشتركة
التي تجمعهم
لتتحوّل إلى صوت
مدوّ في
أرجاء
العالم. ميردال،
ابن أبوين
"نوبليين"
(حاملي جائزة
نوبل) ومؤلف
لثمانين كتاباً
أو أكثر،
ينهي
مقابلته
(التي نقلتها
عن "الانتقاد"
العديد من
وسائل
الإعلام في
العالم، ولا
سيما في
نسختها
الإنكليزية
المنشورة
على موقع
"الانتقاد"
على شبكة
الإنترنت (www.intiqad.com/english) )
بدعوة
المنظمات
المؤيدة
للمقاومة في
مواجهة
الاستعمار
بأن تساعد
القوى
الفلسطينية
المقاومة
بالطريقة
التي تريدها
هذه القوى،
لا بطريقة
الغرب الذي
لا يعرف
الكثير عن
أرض الواقع. ـ يطالب
الصهاينةُ
الفلسطينيين،
العراقيين،
اللبنانيين
والأفغان
بالاستسلام
المشروط،
ومشاركة
سكان أميركا
الأصليين من
الهنود
المصير نفسه..
ألا يمكن
لمثل هذا
الاستسلام
ان يؤدي الى
صراعات وحروب
أوسع؟ * أنا لا
أعتقد أن
مسألة
الاستسلام
المشروط موجودة،
فهي ليست
خياراً. يمكن
القول إن
الكثير من
الإقطاعيين
الذين حكموا
في الهند في
القرنين
الثامن عشر
والتاسع عشر
قبلوا
بالحكم
البريطاني.
حسب
البروباغندا
الرسمية،
لقد حكم
البريطانيون
بسلام حتى غادروا
الهند بملء
إرادتهم.
ولكن هذه
كذبة! أولاً خاض
البريطانيون
حربا كبيرة
في عام 1857 ـ حرب
الاستقلال
الأولى ـ وقد
ردّوا
الضربات من
خلال عنف
سادي ضخم.
بعدها حصل
صراع مستمر
ضد
الامبريالية
البريطانية.
كان غاندي
رمزا تاريخيا
كبيرا. ولكن
صراع الشعب
الهندي حصل بعدة
وسائل ـ
سلمية
وعنيفة. أب زوجتي
الأولى كان
يدعى، كما
أسماه
البريطانيون
منذ 25 عاما،
"البنغالي
الإرهابي"،
وكان لديه
الكثير
ليخبره. وفي
عام 1942، كانت
حركة "كويت
إنديا"
(غادروا
الهند) قوية
جدا وعنيفة
للغاية. لماذا
توجب على
البريطانيين
مغادرة
الهند، "الجوهرة
الأساسية"
لإمبراطوريتهم،
بعد ذلك بخمسة
أعوام؟
غادروها
للأسباب
التالية: أ- خسروا
استثماراتهم
أثناء الحرب
العالمية الثانية.
ب- انقلب
الأسطول
ضدهم اثناء
تمرّد بومباي.
ج- فقدوا
السيطرة على
جيشهم، ولم
تعد لديهم القدرة
حتى في
السيطرة على
قياديي
الجيش الوطني
الهندي الذي
قام ساباس
تشاندرا
بوسيه ـ نيتاجي
ـ بقيادته في
الحرب ضدهم.
لم يكن
البريطانيون
قادرين على
الاحتفاظ
بالهند بدون
حرب دموية...
كانت
الخسارة
محتمة
عليهم. لماذا لم
يثر الشعب
الألماني ضد
هتلر؟ إنه
السبب نفسه
الذي منع
الشعب
البريطاني
من الثورة ضد
مؤسسي
الامبريالية؛
أيضا، لماذا
يقوم جزء
صغير فقط من
الشعب في
الولايات
المتحدة بالنهوض
ضد بوش
وحروبه
الامبريالية؟
الجواب بسيط
جدا؛ لقد كان
الشعب
الألماني
يمتلك أفضل وسائل
العيش في
أوروبا
اثناء الحرب
العالمية الثانية.
السبب أن
الحكم
النازي سرق
خيرات أوروبا
المحتلة
وأعطى حصة
صغيرة من
الغنيمة إلى
الشعب
الألماني،
ولهذا
تظاهراتهم
ضد هتلر تم كتمها.
كما يقول
المثل:
"عندما يهطل
المطر على الدجاجة،
تخضلّ
الفراخ!". كغيره من
الأفغان،
الفلسطينيين،
الصينيين،
الكوريين،
الهنود، وكل
الشعوب
قبله، حزب
الله لا
يستطيع وضع
ثقته لدى
قلوب متغيرة
تعود
للظالمين أو
لأبناء
جلدتهم.
يستطيع
الإمبرياليون
إعطاء شعوبهم
بعضا من
فوائد الحكم
الامبريالي.
وما دام أنهم
يفعلون ذلك،
سوف يحصلون
على بعض
الدعم. سوف
يضطر
الامبرياليون
للانسحاب
عندما تسوء الحرب،
تماما مثلما
حصل في حرب
فيتنام
عندما ارتفع
عدد الخسائر
بشكل كبير. ماذا سيحصل
في العراق؟
يعتمد ذلك
على مدى حجم الخسائر
العائدة الى
الولايات
المتحدة التي
ستحصل في
الأرواح
والدولار.
يمكننا
القول ان كل
جندي أميركي
قتيل يمكن أن
يزيد في
إمكانية
الانسحاب.
ولكنهم قبل
كل شيء
سيحاولون
تشجيع
حلفائهم على
انجاز
أفعالهم
الشنيعة (مثل
أفغانستان).
وفي الوقت
نفسه،
ستحاول
الولايات
المتحدة
بلقنة الوضع،
أي إثارة فئة
ضد فئة أخرى؛
وإذا نجحوا في
افتعال حرب
أهلية بين
فئات الشعب
العراقي
المختلفة،
عندئذ
ستستطيع
الولايات
المتحدة
الاستمرار
بجني
الأرباح،
وسوف تبقى
فرقها
العسكرية
متمركزة في
قواعدها
لفترة طويلة من
الزمن. ماو
(الزعيم
الصيني)،
الذي كان
سياسيا
ذكيا، قال إن
الإمبريالية
هي نمر من
ورق، ولكن
مخالبها
حقيقية. هنا
يجب علينا
قول شيء، التسلط
الأميركي هو
ملعون،
وأشجاره لا
يمكن أن تنمو
لتصبح جنائن.
لننظر إلى
الناحية
الاقتصادية؛
إمبريالية
تعيش على
المال
المستعار
مثل
الولايات
المتحدة،
سوف تتدهور
قريباً أو
لاحقاً. في
يوم من
الأيام، سوف
يتحتم على الصين،
السعودية
واليابان،
عدم القبول
بالعملة النقدية
بدون أن يكون
لها قيمة
حقيقية. حتى
يحين ذلك
الوقت، هذه
البلاد
خائفة من
التسبب بتدهور
مؤسسة النقد
الدولية.
قريباً أو
لاحقاً سيجدون
أنفسهم
مضطرين لفعل
ذلك من أجل
حماية مصالحهم.
ولكن يمكن أن
يمر وقت طويل
قبل حصول ذلك.
لننظر الى
ما حصل على
الأجيال من نفس
عمري في
أوروبا خلال
الحرب
العالمية
الثانية. لقد
علمنا منذ
كانون الأول/
ديسمبر 1941، أي عندما
لم يتمكن
هتلر من
احتلال
موسكو وأجبر
على
الانسحاب،
أن الرايخ
الثالث لن
يبقى، ولكن حصول
الأمر
استغرق وقتا
طويلا، مرّت
سنوات طوال
وقتل
الملايين
قبل مجيء
النهاية. ـ لم يعد
الصراع
محصورا بين
"إسرائيل"
وفلسطين،
والحروب
التي يتم
تحضيرها ضد
سوريا، إيران
ولبنان
مبنية على
حقيقة دعمهم
للمقاومة الفلسطينية
وحزب الله. ما
هي تصوراتك
حيال هذه الصراعات
القادمة؟ * الولايات
المتحدة
مجبرة اثناء
أوقات الصراع
على تأمين
مصادر الطاقة
والقواعد
العسكرية
لحمايتها
وذلك من أجل
استمرار
الحروب. ومن
جهة أخرى،
مصادرها العسكرية
وقاعدتها
النقدية
أصبحت منهكة.
المسألة
تتعلق
بالتحسّس
والتصرّف
على أساسه. لا
يمكن أن نعلم
إلى أية جهة
"ستقفز
القطة". إذا
استطاعت
الولايات
المتحدة
ابتزاز الاتحاد
الأوروبي
ليصبح حليفا
مطيعا،
عندئذ يمكن
توسيع الصراع
العسكري
ليشمل إيران
و/أو سوريا.
ولكن بدء
الحرب أهون
من إنهائها. أعتقد أنهم
سيكونون
حريصين نوعا
ما قبل البدء
بحرب جديدة.
لقد أخطأوا
في العراق.
لقد استطاعوا
إزاحة صدام
حسين،
ولكنهم لم
يتمكنوا من إنجاز
النصر. إذا
قاموا
بتوسيع
الحرب، سوف
يزداد بعض
الناس في
الولايات
المتحدة غنى
مثل مجموعة
هاليبيرتون،
شركات النفط
ومصانع
الأسلحة،
ولكن الكثير
في الولايات
المتحدة من
مناصري
الامبريالية
أصبحوا
خائفين. لا
تبدو هذه
الطريقة المثلى
لتأمين
الأرباح.
أيضا تؤدي
السياسات الحالية
إلى ازدياد
التناقضات
بين
الولايات
المتحدة
وقوى مثل
روسيا
والصين. حتى
الدول
التابعة
للاتحاد
الأوروبي
التي تصرفت
حديثا كدول عميلة
وتابعة
أصبحت ترتبك
شيئا فشيئا. ما علينا
فعله في
بلادنا هو
طبعا رفع
معرفتنا حيال
هذا
الموضوع،
زيادة
التضامن،
وتقوية الحركة
المناهضة
للحروب. ـ لديكم
الشجاعة
المدنية
وتتفوهون
بما لا يتجرأ
معظم الناس
على التفوه
به. التزامكم
بمثل هذه
المسائل
يعطي الأمل
للفلسطينيين
والشعوب
المضطهدة
الأخرى. ما
الذي يجعلكم
تلتزمون بهذه
المسائل،
وهل
تستطيعون
العمل
بحرية، أم
أنهم
يحاولون
تقييد ونقد
إنجازاتكم؟
* ربما يعود
الأمر لكوني
رجلا عنيدا.
مثل العديد
ممن هم في
عمري في
أوروبا، كان
يجب عليّ اتخاذ
موقف عندما
كنت في ريعان
شبابي ـ يمكن
القول عندما
كنت صبيا ـ
أثناء الحرب
العالمية الثانية.
لذلك وجدت
الفرصة
السعيدة
عندما وصمني
البوليس
السري
السويدي (وسفارة
الولايات
المتحدة)
بـ"الأحمر"
حتى قبل
الثامنة
عشرة من عمري.
هذا الأمر
أوقفني عن أن
أصبح مواليا
عاديا
وخادما
أوروبيا
مفكرا ـ مع
أنه كانت لدي
أمنية كهذه
(إلا أنني لم
أصبح كذلك!)ـ. ما حصل بعد
ذلك هو أنني
وزوجتي
انتقلنا
للعيش لعدة
سنوات، منذ
الخمسينات وما
بعدها، في
آسيا: إيران،
أفغانستان،
الهند،
الصين،
بورما،
وآخرها وسط
آسيا الروسي.
بعد ذلك
انتقلنا إلى
كمبوديا،
السعودية،
مصر وشمالي
إفريقيا،
وما يمكن
رؤيته من
خلال ما نشرناه
أن تطلعاتنا
تغيرت. مثلا
تم اصدار
النسخة
السادسة من
كتابنا حول
أفغانستان
منذ العام 1960 في
السويد،
وكان للكتاب
قيمة ما في
إيجاد التضامن
مع الشعب
الأفغاني. في بعض
المراحل ـ
مثل سنوات
ماكارثي،
كانت أيضا
صعبة
بالنسبة لي
في السويد ـ
كان يجب عليّ الحذر
من أجل أن
أتمكن من
طباعة كتبي،
ليس بمعنى أن
أكذب، بل كان
عليّ
الكتابة
بأسلوب "إسوبياني"
(الكتابة
بطريقة
غامضة
لمراوغة
المراقبة السياسية
للمطبوعات).
وفي مراحل
أخرى كان
الموضوع
أسهل. لقد
أصبحت
السويد
واحدة من
المجتمعات
المفتوحة في
أوروبا.
كذلك، تم
تقديمي الى
المحاكمة
مرة واحدة
فقط بسبب عدم
حذري الكافي
في اختيار
الكلمات. وقد
ربحنا
القضية ضد
الحكومة. طبعا يسهل
على الواحد
الحفاظ على
مهنته في السويد
كما في بلاد
أخرى عبر
تفقد كلماته
بشكل مستمر.
ولكن الأمر
ليس مسليّا.
حاليا
الموضوع بالنسبة
لي هو سهل
جدا؛ فعندما
يقترب العقد
الثامن من
عمرك ويكون
لديك مركز
ما، لا
يمكنهم فعل
شيء؛ ولكن
هذا لا
يمنعهم من المحاولة.
لقد قاموا
بأربع
محاولات
لطردي من
النادي السويدي
"بن"، وهي
جمعية
الكتاب
المعتدلين.
ولكنهم لم
ينجحوا في
ذلك. في
النهاية لم
يعد يهمّني
الأمر
وتوقفت عن
دفع رسومات
العضوية المستحقة. ـ هل
تعتقدون أنه
بمساعدة
الانترنت
تمت دمقرطة
الاعلام،
وأنه من خلال
الانترنت
يمكنك نشر
الرسالة؟
وهل هذا الأمر
سيكسر
احتكار
المعلومات
الخاصة
بالإعلام
السائد؟ * يمكن
استخدام
الانترنت،
ولكن من
الصعب معرفة
ما هو حقيقي
وما هو غير
حقيقي على
الانترنت. لقد
كنت أتفحص
شيئا على
الانترنت في
أحد الأيام.
فجأة، وجدت
مقالا خطيرا
يصرّح بأن
والديّ كانا
عميلين
للنازية،
وأنني كتبت
عن هذا
الموضوع! هذه
ليست كذبة
بسيطة، إنها
كذبة سخيفة.
ولكن يمكن
لأحد ما أن
يصدقها. عندما
يتعلق
الموضوع
بالطباعة،
فإن تزوير كتاب
هو صعب جدا.
يمكن مثلا
فحص تاريخ
ومكان طباعته.
ولكن على
الشبكة، لا
يمكن التأكد
من مصداقية
التصريحات.
على أية حال،
أنا استخدم الشبكة،
ولكن بحذر
شديد. ـ هل
الديمقراطية
في السويد
فعّالة
اليوم؟ *
"الديمقراطية"
هي كلمة
خطيرة. يمكن
استخدامها
لتصلح لأي
شيء. فهناك
مثلا
ديمقراطية
سكان أثينا
القدامى،
حيث كان تسعة
أعشار
السكان عبيدا.
وبنفس الوقت،
نحن نعلم ما
تعنيه هذه
الكلمة. السويد هي
بلد يوجد فيه
مساحات
شاسعة من
الاستقلالية
وحرية
التعبير.
لدينا أيضا
تقاليد تعود
الى حروب
فلاحينا
الناجحة في
القرن الخامس
عشر، والتي
لا تزال ذات
أهمية. ولكن
اذا قلنا ان
القرار بيد
الشعب فهذا
غير صحيح.
مثلا، اذا
قررنا نحن مع
أغلبية 90%
تبنّي
سياسات
تناهض البطالة،
تؤيّد عناية
أفضل
للمسنين،
وعناية صحية
أفضل يمكن أن
تخرج عن مسار
قوانين
السوق الباردة،
سوف يكون
خيارنا
فاقدا لأي
قيمة وباطلا
لأنه يناقض
قوانين
الاتحاد
الأوروبي. فهل أحب
مثل هذا
الأمر؟ طبعا
لا. ـ هل الحكم
في السويد
تمثيلي
وشرعي أم أن
هناك فجوة
بين الحكام
والشعب؟ * لقد تطورت
الديمقراطية
في السويد
على الطريقة
البلابيسايتية،
وهي طريقة
تشبه نوعا ما
طريقة
نابليون
الثالث. مثلا:
لم تعد
الانتخابات
حقيقية، وهي
ليست سوى
بلابيسايتية.
يقع الخيار
بين الظلال
المختلفة من
كلمة نعم؛
بين هيئات
جماعية
مموّلة مختلفة.
(حتى بالنسبة
الى الحزب
الشيوعي
السابق ـ
"فانستيربارتييت"
ـ وهو حزب
اليسار ـ كانت
المساهمات
الممنوحة من
الأعضاء
والمتعاطفين
تمثل 5% فقط من
التمويل
المطلوب
للحزب. لنتذكر
أن سكان
فرنسا
صوّتوا
لنابليون
الثالث على
طريقة
البلابيسايتية
السابقة
الصحيحة قبل
حرب 1870. ولكن،
كما نرى،
التاريخ لا
يذكر سوى القليل
عن التعاطف
السياسي
للشعب
الفرنسي في
ذلك الوقت. لا يمكن
تصوّر حكومة
سويدية
قائمة
مباشرة خارج
إرادة الشعب.
ومن ناحية
أخرى،
الحكومة هي أساسا
ومنذ عدة
سنوات ذات تركيبة
بيروقراطية
تحدّدها
قوانين
السوق الاقتصادي.
الأحزاب هي
سياسيا
هيكليات
ممولة ذات
هيئات ضعيفة
جدا،
وأعضاؤها
يتضاءلون
شيئا فشيئا.
مثلا منذ عدة
سنوات، سمعت
قائدا ديمقراطيا
اجتماعيا
يقول ان حركة
الشباب
الديمقراطي
الاجتماعي
هي ليست
حركة، إنما
هي صفّ من الناس
ـ كل ينتظر
دوره للحصول
على مركز. ـ لقد لقبتم
رئيس
الوزراء
السويدي
الحالي، غوران
بيرسون،
بـ"سياسي
بلدية". هل
يمكنكم شرح
ذلك؟ * سياسي
بلدية في
السويد يمكن
أن يكون
شريفا، وعندما
تذهب هذه
الصفة،
يمكنه فعل ما
بوسعه حيال
الوضع. ولكن
ما يمكنه
فعله يأتي دائما
من الأعلى،
من قوانين
اللعبة.
غوران بيرسون
ليس رجلا ذا
رؤى عظيمة.
فلقد تورط
لسوء الحظ
عاطفيا مع
"إسرائيل".
هذا يجعله
مختلفا عن سابقه
اولوف
بالمي. هذا الأمر
يقودني الى
شرح ماهية
السويد: لقد كان
أولوف بالمي
رجلا سياسيا
مهما على الصعيد
العالمي. هذا
لا يعني أنني
وهو كنا
دائما
متوافقين.
كانت لديه
رؤيته. ولكن
عندما نتحدث
عن أولوف
بالمي والسويد
يجب تذكر
ثلاث حقائق: 1ـ كلنا
يعلم أن
أولوف بالمي
متوفّ. 2ـ كلنا
يعلم أنه تم
اغتياله. 3ـ أيضا
كلنا يعلم
أنه لم يحصل
تحقيق حقيقي
من قبل
البوليس. بعد ذلك لا
نعلم شيئا.
فكلّ شرح
يصبح
افتراضياً.
ولكن هذا الأمر
ليس حالة
فريدة في
السويد.
فالمصيبة
الكبرى التي
حصلت في
العقود
القريبة
كانت في ليلة
السابع
والعشرين من
شهر أيلول/
سبتمبر العام
1994، في تلك
الليلة،
غرقت سفينة
استونيا
خلال عاصفة
في بحر
البلطيق، 859
شخصا غرقوا
معها. - نحن نعلم
ان استونيا
غرقت. - نحن نعلم
ان 859 شخصا
توفوا. - نحن نعلم
ان حكومات
استونيا،
فنلندا
والسويد
قرّرت عدم
إجراء أي
تحقيق،
ومنعت إجراء
فحص للحطام.
وأي واحد
يحاول ذلك
سوف يتعرض
للملاحقة
القانونية
والمحاكمة. لا نعلم
لماذا
اتخذوا مثل
ذلك القرار.
وهذه حال
السويد أيضا!
بما أن
السويد هي
بلد حر، هناك
الكثير من
الكتب في
المكتبات العامة،
ومحال بيع
الكتب تعطي
أجوبة
افتراضية
مختلفة على
هاتين
الأحجيتين.
ولكن السلطات
أغلقت الباب
أمام أي
معرفة
حقيقية حيال
جريمة أولوف
بالمي أو غرق
استونيا. حسب
علمي، الموضوع
يتعلق
بأسباب تعود
للدولة. ـ لو كنت
قائدا لحماس
أو حزب الله،
كيف كنت تتصرف؟ * هذا سؤال
افتراضي جدا.
طبعا أنا
أشعر أن انتصار
حماس مهم
ولكن: أ ـ أنا
سويدي يعيش
في السويد،
أنا لست
فلسطينيا.
ولا أملك
المعرفة
الحقيقية. ب ـ الأمر
لا يعود لي ـ
ولا لأي شخص
خارج فلسطين
ليعطي مثل
هذه
النصيحة. هذه قضية
مبدأ. اذا
كانت حماس
ممثلا
حقيقيا للشعب
الفلسطيني،
عليهم أن
يتحملوا
مسؤولياتهم
اتجاه الشعب
الفلسطيني
وليس اتجاه
المهنئين من
هذه القارة
أو تلك مهما
قربت صداقته!
وأقلّه طبعا
ليس اتجاه
السياسيين
في "إسرائيل"،
الولايات
المتحدة،
الاتحاد
الأوروبي وحتى
الأمم
المتحدة! الأمر نفسه
ينطبق على
حزب الله. موضوع
التضامن
العالمي هو
في الحقيقية
بسيط جدا. لقد
صغناه خلال
الحرب ضد
الاعتداء
الأميركي في
جنوبي شرقي
آسيا: ادعموا
الجبهة
التحررية
بحسب
شروطها! هذا المبدأ
صالح
لزماننا. يجب
ان نتذكر أن
هذه حقبة
تاريخية طويلة.
الامبريالية
وسياساتها
القائمة على
الإبادة
بدأت منذ مئة
عام، أي قبل
ولادتي. عمري
الآن 79 سنة،
وسيصبح 80 في
الصيف
القادم. لو
قلت إنني آمل
أن أشهد
انتصارا
شعبيا حاسما
في حياتي،
فهذا يعني
أنني غبي.
أحفادي هم تقريبا
في العقد
الثالث من
عمرهم. عندما
يصبح أحفاد
أحفادهم في
عمري، في ذلك
الوقت يمكن
أن يشهدوا
نهاية هذا
العصر
الشيطاني. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) تنشر
"الانتقاد"
نص المقابلة
مع المفكر الكبير
جان ميردال
على موقعها
على
الإنترنت
كاملة
باللغة
العربية على
الموقع
التالي :www.intiqad.net وعلى
الموقع
الإنكليزي www.intiqad.com/english . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوية الشخصية
جان
ميردال،
المولود في
سنة 1927، واحد من
أفضل المفكرين
والكاتبين
المشهورين
في السويد على
مدى العقود
الأربعة
الماضية.
ويمثل ايضا واحدا
من أهم
الأصوات في
الدوائر
اليسارية في
أوروبا
الغربية. لقد
اكتسب
ميردال
لنفسه شهرة
الكاتب الذي
شارك في الإجابة
عن أسئلة
تتعلق
بالعالم
الثالث،
الصراعات
التحررية
الاقليمية،
معاداة
الامبريالية،
وكناقد لاذع
لما يسمى
بالحرب
الأميركية
على
"الإرهاب".
وهو أيضا
كاتب شارك
في المسائل
التي تتعلق
بحرية
التعبير
وحرية التفكير.
لقد ألف جان
ميردال
ثمانين
كتابا
ومقالات لا
تحصى حول هذا
الموضوع
ومواضيع
أخرى؛ وفي
العديد من
المناسبات،
حاربته
القوى
القاهرة التابعة
لسياسة
الفكر
الصهيوني.
يتحدّر جان ميردال من عائلة أنجزت العديد من المطبوعات حول المجتمع السويدي المتمدن: عمل والده غَنّار ميردال بروفيسورا في تدريس الاقتصاد العالمي، ووزيرا للاقتصاد، وحاز جائرة نوبل تقديرية في علوم الاقتصاد في سنة 1974 (بعد مشاركته في "جائزة نوبل في علوم الاقتصاد"). أما والدته ألـ?ـا ميردال، فقد كانت سياسية، وواحدة من ذوي المراتب العليا في السلك الدولي الدبلوماسي، وناشطة سلام، حازت جائزة نوبل للسلام في سنة 1982. وقد كان للأبوين ميردال دور بين الآباء المؤسسين لرؤية الحزب الاجتماعي الديمقراطي، وهو الحزب الحاكم في السويد. |