Radio Islam - Ahmed Rami - راديو إسلام أحمد رامي - Morocco - Maroc - -  Hweidi - Houeidi - Houidi - Sadat - Islambuli -
HOME- Islambouli
عندما تسود الخيانة و يعم الفساد و تكم الأفواه
 لا يبقى الا ما فعله خالد الاسلامبولي و رفاقه ...

فهمي هويدي

مــا الــحــل ؟
إنها كارثة أمة تتآكل أمامنا مادياً ومعنوياً، ونحن لاهون أو ساكتون !
 مقالات للكاتب فهمي هويدي
عرفته الصحافة العربية كاتباً ومفكراً يحمل هموم الأمة الإسلامية والعربية، واستطاع بقلمه أن ينفذ عبر كل العصور
 محللاً ومفكراً له آرائه الصادقة المعبرة عن نبض الأمة دون خوف أو انكسار،إنه الكاتب والمفكر فهمي هويدي


مطلوب إدانة إسلامية قوية لقتل الشيعة في العراق
 16/03/2005
أصبح مقتل العشرات في العراق خبرا عاديا، تراجعت أهميته في «بورصة» الأخبار، حتى بات يحتل المرتبة الثالثة أو الرابعة في النشرات اليومية، إذ تقدمت عليه أخبار سورية ولبنان والكلام عن الانسحاب من غزة واجتماع الفصائل الفلسطينية وتصعيد ملف إيران النووي. وقد يكون الأمر من طبائع الأخبار التي ليس فيها «خبر أول» على الدوام، وذلك فرق يميز الصحافة عن السياسة، حيث لا مجال لاحتكار الصدارة في الأولى، في حين أن ذلك صار ممكنا ـ إن لم يكن قاعدة ـ في الثانية، في العالم العربي على الأقل. لكني لن استغرب إذا تبين لاحقا أن التهوين من شأن الحاصل في العراق مقصود، وأن الأمر ليس بالبراءة التي نفترضها. ذلك أن أبواقا عدة ـ أميركية بالانتماء أو بالانتحال ـ ما برحت تروج للادعاء بأن «العراق الجديد» قد ولد، وان نموذجه الديمقراطي يتشكل ضمن «تسونامي» الديمقراطية الذي ضرب أرجاء المنطقة، إذ جاء مبشرا بربيع الديمقراطية الذي بدأت راياته ترفرف على بلدانها، الأمر الذي قد يصح معه القول بان الرئيس بوش مقبل على تغيير العالم، وان المحافظين الجدد ليسوا بالسوء الذي رميناهم به، لان الأيام تثبت حينا بعد حين أن «أياديهم البيضاء» توزع الخير على الجميع، الأمر الذي يوجب علينا ليس فقط أن نتوجه إليهم بالشكر والتقدير، وانما بالاعتذار أيضا عن إساءة الظن بهم.
هذه الرسالة يطالعها المرء في العدد الأخير في مجلة «نيوزويك»، كما يطالعها في كتابات نفر من «المارينز» العرب، الذين وجدناهم يقولون: لقد تشاءم البعض مما يمكن ان يحدث هذا العام، ولكن انظروا، ها هي تجليات الإصلاح والديمقراطية قد ظهرت أعراضها على العالم العربي من حيث لا نحتسب.
الحاصل في العراق يكذب هذا الادعاء، فالعنف عاد إلى وتيرته التي سبقت الانتخابات وشبح الموت عاد كي يظلل بعباءته السوداء، رقعة واسعة من البلاد. ليس ذلك فحسب، وانما لاحت في الأفق مساع حثيثة لإشعال نار الفتنة بين السنة والشيعة، على نحو يصب في مجرى الحرب الأهلية، التي تبدو مخرجا ينهك الطرفين ويصرف الانتباه عن قضية الاحتلال، بل ويبرر استمراره إلى أجل غير مسمى!
يوم الأحد الماضي أعلن عن العثور على جثث 13 شيعيا قطعت رؤوسهم في منطقة اللطيفية جنوب بغداد. ويوم الخميس الذي سبقه قام انتحاري بتفجير نفسه في رواد مسجد تابع للشيعة في الموصل أثناء مجلس للعزاء مما أدى إلى قتل 50 شخصا وإصابة أكثر من ثمانين جريحا وفي اليوم التالي مباشرة سقطت قذيفة «هاون» في نفس المكان. وفي الشهر الماضي قتل 82 من الشيعة في تفجير انتحاري أثناء الاحتفال بذكرى عاشوراء. وقبله بأسابيع قليلة جرى تفجير سيارة ملغومة أمام أحد مساجد الشيعة في بغداد مما أدى إلى مصرع 15 شخصا، وقائمة الوقائع طويلة لم تخل من تصفيات جسدية لعناصر من الشيعة، وآخرين من علماء السنة.
ماذا يعني ذلك كله؟ ـ المقطوع به أن ذلك أمر لا علاقة له بالمقاومة الوطنية ولكنه نوع من الإجرام الإرهابي الذي لا يمكن تبريره من أي باب، ولا يغير من الطبيعة الإجرامية لتلك العمليات صدور بيان باسم أبو مصعب الزرقاوي يندد فيه بالشيعة ويعتبرهم «رافضة»، ويهاجم المرجع الديني آية الله علي السيستاني. بل ان ذلك البيان البائس يمكن استخدامه دليلا على تورط الزرقاوي وجماعته (التوحيد والجهاد) وضلوعهم في ارتكاب تلك الجرائم البشعة.
ليس سرا ان السلفيين لهم موقف تقليدي من الشيعة، غير أن السلفيين ليسوا شيئا واحدا، ففيهم المعتدلون والمتطرفون والعقلاء والأغبياء والواعون والجهلاء، ولست اشك في انه اذا كان للسلفيين يد في تلك الجرائم فانها لن تكون سوى يد المتطرفين والأغبياء والجهلاء الذين قد لا يتذرعون عن إشعال حريق مصر في العراق كله لتصفية حسابات قديمة مع الشيعة وهم لا يبالون ـ وقد لا يعرفونـ انهم بما يفعلون يقدمون خدمة مجانية للاحتلال، الذين يزعمون أنهم يحاربونه أيضا.
ليس ذلك هو الاحتمال الوحيد، لأننا ينبغي الا نستبعد اختراقا لصفوف السلفيين من جانب إلى طرف آخر يهمه تفجير العلاقة بين السنة والشيعة، وهناك أطراف عدة يهمها ذلك، سواء كانت أجهزة استخبارات أجنبية ـ الموساد أو المخابرات المركزية الأميركية مثلا ـ أو كانت جماعات ذات صلة بدول أجنبية تهمها إشاعة الفوضى في العراق من ذلك الباب. وحدوث مثل ذلك الاختراق أمر ميسور للغاية، خصوصا أننا نتحدث عن شريحة من السلفيين عديمة الوعي، وتتسم بالجهل الذي يعميها عن أدراك مآلات ما يقدمون عليه.
إلى جانب ذلك، فاننا لا نستبعد ان تقدم تلك الأطراف بنفسها على ارتكاب تلك الجرائم، مستثمرة أجواء الفوضى الأمنية ضاربه الاطناب في البلاد، وهي تستطيع ان تفعل ذلك وتقبع في الظلام، اطمئنانا إلى ان أصابع الاتهام ستشير مباشرة إلى السلفيين أصحاب الموقف المعادي للشيعة والمحرض عليهم. يعزز هذا الاحتمال ان العمليات تتم بإتقان وتستصحب اختفاء سريعا للفاعلين، بدليل انه لم يقبض على أحد حتى الآن من الفاعلين، الذين أصبحت تبتلعهم الأرض بعد ارتكاب جرائمهم.
ما يثير الانتباه ـ ويستحق التقدير والإعجاب حقا ـ أن تلك المحاولات فشلت حتى الآن في تحقيق مرادها، اذ عدا بعض التصرفات الصغيرة وغير المسؤوله التي صدرت عن بعض الأفراد على الجانبين. فان مراجع الشيعة والسنة نجحوا في تفويت فرصة التفجير، وما برحوا بعد كل جريمة يشددون على أهمية تلاحم الطرفين ويدعون إلى ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الانفعالات، وينبهون إلى أن أي استجابة انفعالية لمثل تلك الجرائم تهدد وحدة العراق وتخدم مخططات أعدائه.
أرجح أن الذين يقومون بتلك الممارسات أيا كانت هوياتهم غرباء عن النسيج العراقي وغير مدركين لثقافته الراسخة منذ عقود، هم لا يعرفون مثلا أن التداخل بين السنة والشيعة بعيد المدى، الأمر الذي يتعذر دفعه إلى القطيعة والأحزاب، ذلك أن التفاوت في الانتماء المذهبي حاصل داخل العشيرة الواحدة أو الأسرة الواحدة خصوصا في الفرات الأوسط، فعشائر شمر والطائيون والكرخيون والعبيديون والعزاويون والصالحيون، هذه كلها لها فروع من اهل السنة وأخرى تنتمي إلى المذهب الشيعي، والذين يعرفون قيمة العشيرة وتقاليدها يدركون أن فصم تلك العرى أمر غير وارد، باعتبار ان الولاء للعشيرة يمثل قيمة عظمى في المجتمع، من فرط فيها يلاحقه العار والخزي طوال حياته.
من ناحية ثانية، فان التزواج بين الشيعة والسنة والأكراد والعرب والتركمان أمر شائع في العراق، على نحو تبدو معه محاولات تقطيع أوصال المجتمع من خلال التقسيمات الطائفية والعرقية التي اعتمدها الاحتلال منذ قدومه (وهو ما ظهر جليا في تشكيل مجلس الحكم) بمثابة تمزيق للمجتمع وتحويله إلى أشلاء، وهو ما لا يتصور أحد إمكانية حدوثه على ارض الواقع.
حتى الآن ما زال المجتمع العراقي عصيا على احتمالات الحرب الأهلية، وأيا كانت تحفظاتنا على مواقف بعض الأطراف من الاحتلال، فالقدر الثابت ان تجنب الحرب الأهلية وإطفاء شرارتها أولا بأول يشكل موضع إجماع بين كل الفئات، وهو ما يعزز ثقتنا في نضج العقل الجمعي في العراق، وقوه نسيجه التاريخي والحضاري.
وإن قامت المراجع الدينية والقوى السياسية بما عليها في العراق، ألا أنني ازعم ان المراجع ذاتها الموجودة خارج العراق لم تضم بما يكفي، سواء في الدعوة إلى تجنب الحرب الأهلية، أو في الدفاع عن وحدة العراق من هذه الزاوية.
لقد تمنيت ان تكون وقفة المراجع الدينية خارج العراق ضد استهداف الشيعة، وضد السلفية الجاهلة التي عبر عنها بيان الزرقاوي ـ إن صحت نسبته إليه ـ أقوى مما هي عليه الآن. لست أتحدث عن مقالة في صحيفة تستنكر العملية، أو حلقة في برنامج «الشريعة والحياة» يتحدث فيها الشيخ يوسف القرضاوي، وإنما أتحدث عن حملة تعبئة مضادة قوية وعالية النبرة، تسمع الجميع صوت علماء أهل السنة بل صوت الضمير الإسلامي والوطني الرافض لذلك السلوك، صونا لدماء وكرامة المسلمين الشيعة ودفاعا عن وحدة العراق.
ثمة بعد آخر في المشهد لا نستطيع أن نغفله. ذلك أن القوات الأميركية التي احتلت العراق وتمسك الآن بزمام الأمور فيه، هي المسؤولة من الناحية القانونية والأدبية عن الأمن هناك، كما أنها المسؤولة عن تهيئة ظروف انفلاته، بإلغائها للجيش والشرطة في البداية، بالتالي فالجرائم التي ترتكب بحق الشيعة، وبحق غيرهم من المواطنين العراقيين الأبرياء، تتحمل المسؤولية عنها تلك القوات، وإذا كانت الحملة التي طالبت بإخراج القوات السورية من لبنان، قد استندت في البيانات الأميركية إلى ان تلك القوات وجدت هناك لضمان استقرار الأمن فيه، ثم جاء اغتيال رفيق الحريري دالا على أنها فشلت فيما جاءت لتنهض به، ألا يحق لنا أن نقول ـ بالمثل ـ إن القوات الأميركية تسوغ بقاءها في العراق بادعاء أن وجودها ضروري لاستمرار السلم الأهلي فيه، وطالما أن ذلك السلم لم يتحقق، فذلك دليل على فشلها في القيام بواجبها، ومن ثم يتعين عليها أن ترحل؟

القدس العربي  23/03/2005

الشيخ مهدي الخالصي والمفكر الاسلامي
 فهمي هويدي يخرقان جدار الصمت الوعظوي

علاء اللامي
وجه الامام الشيخ محمد مهدي الخالصي والذي يعد احد رموز مناهضة الاحتلال الامريكي في العراق رسالة الي (السادة العلماء الاعلام والزعماء الكرام من قادة الشعب الاردني المؤمن الصابر المجاهد) تطرق فيها الي ما تناقلته وكالات الانباء من ان اهالي مدينة السلط الاردنية اقاموا مجلسا تأبينياً وتكريميا لشخص يدعي رائد منصور البنا قيل انه هو الذي قام بالتفجير الاجرامي في مدينة الحلة فجرح واودي بحياة العشرات من العراقيين الابرياء. وفي رسالته يضع الشيخ الخالصي جريمة التفجير في الحلة وتلك التي تلتها في الموصل ضمن سياق اثارة الفتنة الطائفية والتمهيد للحرب الاهلية ثم التقسيم.
وباسي ولوعة يكتب الشيخ الخالصي ان (الشعب العراقي لا يصدق ان مسلماً يمكن ان يقدم علي مثل هذه الجرائم المروعة، التي لا تصب الا مباشرة في مصلحة المحتل ولتبرير اهدافه، فهو لهذا يحمل الاحتلال وحلفاءه جريرة هذه المآسي. مقابل هذا تقوم الدوائر المرتبطة بالاحتلال ووسائل اعلامه بمساع تضليلية بغية ترسيخ الفتنة، ولتأكيد المزاعم بان وراء هذه الجرائم جهات عربية او اسلامية) ثم يعرج فضيلته علي ما تناقلته (اخيراً احدي الفضائيات التابعة، تزعم فيه ان مرتكب جريمة الحلة شخص اردني من مدينة السلط، وان مجلساً تابينياً سيقام له هناك لتكريمه باعتباره شهيداً) ثم وبحسم ومبدئية يطالب الشيخ الخالصي مخاطبيه الاردنيين بالتصدي قائلا: (ان كان هذا النبأ ملفقاً، وهو المرجح، فالمطلوب من العلماء الاعلام والقادة المجاهدين الكرام في الاردن الشقيق، لافساد هذا المكر المعادي، والتصدي لهذه الكذبة بالنفي وللجريمة بالاستنكار، اما اذا كان النبأ صادقاً والعياذ بالله، فان مسؤولية اكبر تواجهنا بوجوب شرح الامور للامة لتجنيبها موارد الخطأ والخطر، بترشيدها من ان تسفك دماؤها وتبذر جهودها فيما يضرها وينفع عدوها..).
ولم يصدر حتي الآن رد فعل علي هذه الرسالة من العلماء والزعماء الاردنيين، غير ان وزير الخارجية الاردنية هاني الملقي ندد بما اسماه الاعتداء الذي وقع في مدينة الحلة قبل اسبوعين واسفر عن مقتل 118 شخصا وقال الوزير الاردني. (ان الاردن يدين ايضا ما فعلته عائلة الانتحاري رائد البنا حيث اقامت له جنازة في الاردن الاسبوع الماضي تم تكريمه خلالها علي اساس انه شهيد) ولكنه شدد علي ان ما قامت به عائلة الارهابي البنا لا يشكل انتهاكا للقانون الاردني..
لقد جاءت رسالة الشيخ الخالصي في وقتها تماما مع ان البعض قد يعتبرها متأخرة قليلا او كثيرا، وحسنا فعل الشيخ حين وضع النقاط علي الحروف وسمي الاشياء باسمائها فما حدث في الحلة والموصل واماكن اخري استهدفت فيه عامة العراقيين المدنيين العزل هو جريمة. كما انها جريمة تأتي في سياق سياسي وامني يرعاه الاحتلال الامريكي ويريد من خلاله زج البلد في حرب اهليه تؤدي الي التقسيم.
انني افهم واتفهم حرص الشيخ الخالصي علي عدم اعطاء اية مصداقية لما تطنطن به اجهزة اعلام الاحتلال والمطبلين معها محاولة نفض ايديها الملطخة من دماء العراقيين واقتصار توجيه الاتهام الي الشبكات المسلحة للانتحاريين. غير ان اكتفاء الوطنيين العراقيين المناهضين للاحتلال بتوجيه اللوم وإلقاء المسؤولية المباشرة وغير المباشرة وبشكل عام وعائم وضبابي علي الاحتلال وحده والاحتلال فقط لم يعد كافيا او مقنعا.إن رسالة الشيخ الخالصي تأتي اليوم لتطرح تساؤلات خطيرة ومهمة لم يعد تأجيلها ممكنا خصوصا وان البعض ممن يزعمون العداء للاحتلال والهيمنة الغربية وقع لشديد الاسف في حبائل المخطط الامريكي الاحتلالي وراح يخوض في دماء العراقيين واحذية طائفية تكفيرية لا علاقة لها بجوهر الاسلام الحنيف.
انفجار واحد يؤدي الي مقتل وجرح المئات من الابرياء هو جريمة شنيعة بل وجريمة بشعة ترقي الي مستوي جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها النازيون والصهاينة والفاشيون هناك نوعان من المسؤولية في كل ما يحدث من تدمير ممنهج ومجازر مروعة:
ـ مسؤولية مباشرة يرتكبها الطرف المنفذ المباشر للجريمة.
ـ مسؤولية غير مباشرة وعامة وهي اثقل واكبر يتحملها الاحتلال الامريكي فهو المسؤول بموجب القانون الدولي وبحكم الامر الواقع عن كل ما حدث ويحدث في العراق وللعراقيين.
الطرف المنفذ المباشر قد يكون عميلا مباشرا للاستخبارات الامريكية او العراقية فيفخخ سيارة او عبوة ناسفة ويزرعها هناك او هناك ثم يفجرها عن بُعد وهذا النوع من الجرائم هو الشائع..
او قد يكون ـ المنفذ ـ من الانتحاريين الطائفيين، تم اختراقه من قبل اجهزة الاحتلال مباشرة او غير مباشرة وتوظيف تعصبه الديني وحقده علي الغرب والديانات الاخري ودُفِع بعد ان سُهلت له الظروف للقيام بعملية تفجير انتحارية بين المدنيين العزل. وحتي في هذه الحال فهذا المجرم يتحمل مسؤولية مباشرة عما قام به دون ان يعني ذلك رفع المسؤولية الاكبر والاثقل عن المحتل الامريكي ولا حتي عن المخابرات السعودية التي من مصلحتها هجرة الانتحاريين من السعودية الي العراق وهناك احصائيات مخيفة عن نسبة السعوديين بين صفوف الانتحاريين وكان الدولة السعودية تنفذ مخططا معدا سلفا لتدمير العراق بواسطة شبكات الانتحاريين، ونوضح هنا درئا لسوء الفهم باننا لا نعتبر جميع العرب والمسلمين المساهمين في مقاومة الاحتلال في العراق من هذا النوع الانتحاري الارهابي بل هناك منهم مَن قاتل المحتل قتالا شجاعا وباسلا واستشهد في المعركة ويستاهل التكريم والتمجيد.
اما عن تصريح وزير الخارجية الاردني فما الذي يمكن ان يقوله المرء والسيد الوزير يعتبر جريمة بحجم مجزرة الحلة مجرد اعتداء..
اما انتهاك كرامة وحرمة مسلمين قتلوا ظلما وعدوانا من خلال تكريم المجرم الذي قتلهم في مدينة السلط فلا يشكل انتهاكا للقانون الاردني..
ورغم هذا وذاك يتقاطر المسؤولون العراقيون في الحكومة التي شكلها الاحتلال علي عمان وتوقع العقود بمليارات الدولارات..
بالعودة الي رسالة الشيخ الخالصي، نختم بالقول: ان الخالصي ومعه الملايين من العراقيين المناهضين للاحتلال الاجنبي ينتظرون جوابا قاطعا وواضحا علي التساؤلات التي اثيرت في هذه الرسالة حول تكريم المجرمين الملطخين بدماء العراقيين الابرياء اما اذا لم يكلف احد من المخاطَبين نفسه عناء الرد والاجابة علي هذه التساؤلات فسيكون كل شيء قد اتضح وسيخرج العراقيون والوطنيون منهم خاصة بالدروس والاستنتاجات المناسبة.


وفي السياق ذاته، سياق المقتلة الفظيعة بحق المدنيين العراقيين الابرياء نشرت جريدة الشرق الاوسط ـ عدد 16/3 مقالة للمفكر الاسلامي المصري المعروف بفكره المستنير وعدائه الشديد للهيمنة الغربية فهمي هويدي مقالة بعنوان (مطلوب ادانة اسلامية قوية.. لقتل الشيعة في العراق.. وللسلفية الجاهلة).

في هذه المقالة المهمة نستمع الي اول صرخة حق عربية غير عراقية ـ ومعذرة لمن صرخ قبله فلم ندرك صرخته او تدركنا ـ بوجه المقتلة الفظيعة التي تقوم بها المخابرات الامريكية والاقليمية او بعض التيارات التكفيرية والمخترقة مباشرة من قبل العدو الامريكي او تلك الموظَفة بشكل غير مباشر من قبل العدو ذاته.
مقالة الاستاذ هويدي تأتي لتفضح صمت من اسماهم العلامة العراقي علي الوردي قبل عدة عقود بوعاظ السلاطين خصوصا من العرب غير العراقيين، كما انها تشكل لطمة علي خطوم الذين راحوا يخوضون في دماء الضحايا من المسلمين الشيعة خصوصا وينوحون كذبا ونفاقا خدمة لمشروع ترسيخ الاحتلال والنيل من المقاومة العراقية الباسلة التي تستهدف العدو المحتل ومن يقاتل معه، واخيرا فهذه المقالة تكشف عورة بعض اللازقين بتلك المقاومة لزقة الحق الذي يراد به الباطل حتي بلغ الامر باحد هؤلاء اللازقين انه صار يعطي للشيخ فلان والشيخ فلان فقط الحق بالكلام عن هذه الظاهرة الخطيرة وعلي الآخرين ان يخرسوا والا...!
يمكن ان نعتبر تصريح هذا اللازق منطويا علي تنازل صغير فقد دأب امثال هذا المقاول باسم المقاومة ان هدد كل من يناقش ظاهرة المقاومة او جرائم التفجيرات العشوائية التي تستهدف المدنيين العراقيين بالويل والثبور وعظائم الامور فلنتذكر المقصات التي كانت تقص بها السنة المعارضين في عهد النظام الصدامي!
في مقالته يطلق الاستاذ فهمي هويدي صرخة شريفة طالبا من المراجع الدينية والشخصيات الاسلامية خارج العراق القيام (بحملة تعبئة مضادة قوية وعالية النبرة، تسمع الجميع صوت علماء اهل السنة بل صوت الضمير الاسلامي والوطني الرافض لذلك السلوك، صونا لدماء وكرامة المسلمين الشيعة ودفاعا عن وحدة العراق).
وقد وردت في هذه الصرخة المقالة عدة حقائق خطيرة نلخصها في التالي وسنقتبس عبارات الاستاذ هويدي حرفيا:
ـ (اصبح مقتل العشرات في العراق خبرا عاديا، تراجعت اهميته في بورصة الاخبار، حتي بات يحتل المرتبة الثالثة او الرابعة في النشرات اليومية، اذ تقدمت عليه اخبار سورية ولبنان والكلام عن الانسحاب من غزة واجتماع الفصائل الفلسطينية وتصعيد ملف ايران النووي).
ـ (يوم الاحد الماضي اعلن عن العثور علي جثث 13 شيعيا قطعت رؤوسهم في منطقة اللطيفية جنوب بغداد. ويوم الخميس الذي سبقه قام انتحاري بتفجير نفسه في رواد مسجد تابع للشيعة في الموصل اثناء مجلس للعزاء مما ادي الي قتل 50 شخصا واصابة اكثر من ثمانين جريحا وفي اليوم التالي مباشرة سقطت قذيفة هاون في نفس المكان. وفي الشهر الماضي قتل 82 من الشيعة في تفجير انتحاري اثناء الاحتفال بذكري عاشوراء. وقبله باسابيع قليلة جري تفجير سيارة ملغومة امام احد مساجد الشيعة في بغداد مما ادي الي مصرع 15 شخصا، وقائمة الوقائع طويلة لم تخل من تصفيات جسدية لعناصر من الشيعة، وآخرين من علماء السنة). ماذا يعني ذلك كله؟
ـ (المقطوع به ان ذلك امر لا علاقة له بالمقاومة الوطنية ولكنه نوع من الاجرام الارهابي الذي لا يمكن تبريره من اي باب، ولا يغير من الطبيعة الاجرامية لتلك العمليات صدور بيان باسم ابو مصعب الزرقاوي يندد فيه بالشيعة ويعتبرهم رافضة ، ويهاجم المرجع الديني آية الله علي السيستاني. بل ان ذلك البيان البائس يمكن استخدامه دليلا علي تورط الزرقاوي وجماعته وضلوعهم في ارتكاب تلك الجرائم البشعة).
ـ (ليس سرا ان السلفيين لهم موقف تقليدي من الشيعة، غير ان السلفيين ليسوا شيئا واحدا، ففيهم المعتدلون والمتطرفون والعقلاء والاغبياء والواعون والجهلاء، ولست اشك في انه اذا كان للسلفيين يد في تلك الجرائم فانها لن تكون سوي يد المتطرفين والاغبياء والجهلاء الذين قد لا يتذرعون عن اشعال حريق مصر في العراق كله لتصفية حسابات قديمة مع الشيعة وهم لا يبالون ـ وقد لا يعرفونـ انهم بما يفعلون يقدمون خدمة مجانية للاحتلال، الذين يزعمون انهم يحاربونه ايضا).
ـ (ليس ذلك هو الاحتمال الوحيد، لاننا ينبغي الا نستبعد اختراقا لصفوف السلفيين من جانب الي طرف آخر يهمه تفجير العلاقة بين السنة والشيعة، وهناك اطراف عدة يهمها ذلك، سواء كانت اجهزة استخبارات اجنبية ـ الموساد او المخابرات المركزية الاميركية مثلا ـ او كانت جماعات ذات صلة بدول اجنبية تهمها اشاعة الفوضي في العراق من ذلك الباب. وحدوث مثل ذلك الاختراق امر ميسور للغاية، خصوصا اننا نتحدث عن شريحة من السلفيين عديمة الوعي، وتتسم بالجهل الذي يعميها عن ادراك مآلات ما يقدمون عليه).
ـ الي جانب ذلك، فاننا لا نستبعد ان تقدم تلك الاطراف بنفسها علي ارتكاب تلك الجرائم، مستثمرة اجواء الفوضي الامنية ضاربه الاطناب في البلاد، وهي تستطيع ان تفعل ذلك وتقبع في الظلام، اطمئنانا الي ان اصابع الاتهام ستشير مباشرة الي السلفيين اصحاب الموقف المعادي للشيعة والمحرض عليهم. يعزز هذا الاحتمال ان العمليات تتم باتقان وتستصحب اختفاء سريعا للفاعلين، بدليل انه لم يقبض علي احد حتي الآن من الفاعلين، الذين اصبحت تبتلعهم الارض بعد ارتكاب جرائمهم.
ما يثير الانتباه ـ ويستحق التقدير والاعجاب حقا ـ ان تلك المحاولات فشلت حتي الآن في تحقيق مرادها، اذ عدا بعض التصرفات الصغيرة وغير المسؤولة التي صدرت عن بعض الافراد علي الجانبين. فان مراجع الشيعة والسنة نجحوا في تفويت فرصة التفجير، وما برحوا بعد كل جريمة يشددون علي اهمية تلاحم الطرفين ويدعون الي ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الانفعالات، وينبهون الي ان اي استجابة انفعالية لمثل تلك الجرائم تهدد وحدة العراق وتخدم مخططات اعدائه).
ـ (ارجح ان الذين يقومون بتلك الممارسات ايا كانت هوياتهم غرباء عن النسيج العراقي وغير مدركين لثقافته الراسخة منذ عقود، هم لا يعرفون مثلا ان التداخل بين السنة والشيعة بعيد المدي، الامر الذي يتعذر دفعه الي القطيعة).
(حتي الآن ما زال المجتمع العراقي عصيا علي احتمالات الحرب الاهلية، وايا كانت تحفظاتنا علي مواقف بعض الاطراف من الاحتلال، فالقدر الثابت ان تجنب الحرب الاهلية واطفاء شرارتها اولا باول يشكل موضع اجماع بين كل الفئات، وهو ما يعزز ثقتنا في نضج العقل الجمعي في العراق، وقوه نسيجه التاريخي والحضاري.
وان قامت المراجع الدينية والقوي السياسية بما عليها في العراق، الا انني ازعم ان المراجع ذاتها الموجودة خارج العراق لم تضم بما يكفي، سواء في الدعوة الي تجنب الحرب الاهلية، او في الدفاع عن وحدة العراق من هذه الزاوية).
ويختم الاستاذ هويدي مقالته بالقول او النداء المضمر التالي:
(لقد تمنيت ان تكون وقفة المراجع الدينية خارج العراق ضد استهداف الشيعة، وضد السلفية الجاهلة التي عبر عنها بيان الزرقاوي ـ ان صحت نسبته اليه ـ اقوي مما هي عليه الآن. لست اتحدث عن مقالة في صحيفة تستنكر العملية، او حلقة في برنامج الشريعة والحياة يتحدث فيها الشيخ يوسف القرضاوي، وانما اتحدث عن حملة تعبئة مضادة قوية وعالية النبرة، تسمع الجميع صوت علماء اهل السنة بل صوت الضمير الاسلامي والوطني الرافض لذلك السلوك، صونا لدماء وكرامة المسلمين الشيعة ودفاعا عن وحدة العراق).
تعليق اخير: لقد خرقت صرخة الاستاذ هويدي جدار الصمت الوعظوي وكانت صادقة في توجهها واتجاهها اما تحليلها للظاهرة موضوع الحديث فلا يبتعد كثيرا عما كتبناه منذ ايام وكرره اخوة لنا في القلم والهم المشترك مركزين علي الامور التالية:
ـ تبرئة المقاومة الوطنية والاسلامية العراقية من هذه الجرائم مع ان فصائل هذه المقاومة بحاجة الي الافصاح عن موقفها المعادي لقتل المدنيين في كل مناسبة تقع فيها كارثة من هذا النوع فالامر لا يكلف شيئا علي الصعيد العملي اما الصمت فلا يخدم سوي اعلام الاحتلال ومن معه ايما خدمة.
ـ تحميل المسؤولية غير المباشرة لكل ما يحدث في العراق وخصوصا تلك الجرائم البشعة للاحتلال الاجنبي وتحميل المسؤولية المباشرة للمنفذ الفعلي لها واعتبارها جرائم مدانة بغض النظر عمن قام بها سواء كان جاسوسا امريكا او صهيونيا او اقليميا او تكفيريا من السلفية الجاهلة.
واخيرا فان من الضروري والملح شرح سياق الظاهرة السياسي والاجتماعي بجرأة ووضوح دون الوقوع في مطبات ومنزلقات الانحياز الطائفي البغيض فكما ان علي الوطنيين ان يكونوا حازمين ازاء جرائم التيارات السلفية الجاهلة كما سماها الاستاذ هويدي فان عليهم ان يكون حازمين ايضا بوجه الجرائم التي ترتكبها مليشيات بدر وغيرها ضد العراقيين العرب السنة ورجال دينهم وزعمائهم.
تحية وفاء لاستاذنا الشجاع فهمي هويدي الذي اشاع فينا بصيص الامل بعد ان كان قتام القنوط يسدل ستارهُ الثقيل علينا ونأمل ان لا تذهب صرخة الاستاذ هويدي في وادٍ غير ذي زرع فيكون الاستاذ كمن يغرد خارج السرب لا سامح الله..
ان المنتصر الحقيقي في حالِ سَمِعَ علماءُ وزعماءُ المسلمين السنة العرب خارج العراق نداء الاستاذ هويدي هي الوحدة الشريفة والمصيرية بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة، فهاتان الطائفتان الشقيقتان هما الجناحان اللذان يحلق بهما الاسلام الحنيف، المقاوم، المستنير..
ـ وشكرا استاذنا الشجاع فهمي هويدي! بيَّض الله وجهك!
كاتب من العراق يقيم في جنيف


 كارثة أمة تتآكل أمامنا ونحن لاهون او ساكتون
ماَسات الإفتراس االروسي للشيشان
المستهدف هو العالم الإسلامي كله
تغيير الطلاء ليس حلا !
ما العمل؟ مقالات هويدي في مواجهة الكارثة
الاتجاه التهويدي في منع مقالات فهمي هويدي!
هجومات اليهود اليومية على المدن الفلسطينية!
الغضب صار فرض عين
اليهود وإسرائيل في قلب الحرب على العراق
المشروع الصهيوني قابل للهزيمة
فعاليات الشباب الدينية والأمن الداخلي للدولة
إلغاء الجهاد من المناهج لن يحذفه من العقل الاسلامي
الصهاينة يريدون تهويد الإسلام
"سلام" أم بذورإستسلام للإحتلال اليهودي؟
المراهنة على شعوبنا هي الحل
ما هي بذور و منابع الشرو"الإرهاب"؟

حملة يهودية لتفكيك الإسلام
الغزو اليهودي الذي بدأ
حرب إعلامية يهودية شاملة
إعلان المتصهينين لحرب إستئصالية على الإسلام
اليهود لن يرضوا عنا الا إذا صرنا عبيداً
لهم
لن نستطيع كسب أي معركة بجيش من المقهورين

العراق: نموذج لتحرير المواطنين دون الوطن
 حوارمع هويدي حول قضايا الأمة الإسلامية
حروب ثلاث في الجعبة
التقريب بين المذاهب أو الانشغال بالتفريق
العراك في العراق
إيران والعرب في قارب واحد
أكراد العراق يلعبون بالنار
مطلوب إدانة إسلامية لقتل الشيعة في العراق
خطأ الغرب في التشخيص وفي العلاج

إحتفاء حكامنا الخونة المخجل بشارون... وغضب شعبي عاجز
بيانات "التضامن" العاجز و معركة الأمعاء الخاوية
لماذا الهجوم علىعناصر المقاومة في الجسم الإسلامي الجريح ؟
إسرائيل تدفع الولايات المتحدة للسيطرة على العالم لصالح واليهود
Comments about Mr. Howiedi´s book
SILENCE IN THE FACE OF INJUSTICE IS A CRIME
Entretien avec le penseur islamiste Fahmi Howeidi
تعقيبات


HOME