شروط تفكيك الكيان الإسرائيلي
بقلم: يحي أبوزكريا
February 1, 2009
ورقة عمل على هامش إنعقاد المؤتمر القومي-الإسلامي
الأخ العزيز الأستاذ منير شفيق المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي لا يختلف إثنان في العالم العربي والإسلامي أنّ الكيان الإسرائيلي قد ألحق أكبر الأضرار الحضارية والثقافية و السياسية والأمنية بفلسطين و العالم العربي والإسلامي , والحديث عمّا إقترفه الكيان الإسرائيلي في حق الجغرافيا العربية والإسلامية و مكوناتها الثقافية و الفكرية و النهضوية كان عنوانا بارزا للخطاب العربي و الإسلامي , حتى أصبح التلازم البديهي بين الإنكسار العربي و الكيان الإسرائيلي تلازما تكاملا. بل إنّ واحدا من أهداف إسرائيل هو نسف مشروع التنمية في العالم العربي و الإسلامي . و لأنّ هذه القاعدة الفكرية والسياسية هي محل توافق بين القوميين والإسلاميين والأحرار المناوئين لظلم الشركات السياسية المتوحشة في الغرب و مؤسسات الأمبريالية المتخصصة في إفقار الشعوب المستضعفة . و بناء عليه يجب على المؤتمر القومي الإسلامي أن يطالب الأحزاب والقوى والتيارات العربية والإسلامية أن تجمّد كل المشاريع القطرية في أبعادها السياسية والإقتصادية والثقافية والتنموية وإستجماع الجهد لتحرير فلسطين و أن يكون ذلك أولوية لكل النخب في خط طنجة – جاكرتا , لأنّه لا نهضة ولا مشروع تنموي ولا مشروع فكري ولا مشروع حضاري مع وجود إسرائيل , وعلى هذه النخب أن تبدأ في تصميم معادلات واقعية وقابلة للتطبيق في آليات تفكيك الكيان الإسرائيلي , عسكريا وسياسيا وثقافيا و أمنيا و لوجستيا و إقتصاديا و برا وبحرا وجوا , و معادلة التفكيك هذه يجب أن تكون ذات ثلاث أبعاد تفيكك الكيان الإسرائيلي في بعده المحلي – الجغرافيا الفلسطينية المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني . تفكيك الكيان الإسرائيلي في الجوار الجيوسياسي العربي حيث المعاهدات المشبوهة حيث تحوّل بعض النظام الرسمي العربي إلى حصن متين يقي الدولة العبرية من أي مواجهة . تفكيك الكيان الإسرائيلي في الإمتداد الدولي – الغربي وغيره - . وهذا التفكيك أيضا يجب أن يكون في كل المجالات , فالكيان الإسرائيلي تنين متوحش من إستطاع أن يفقأ عينه فليفعل , ومن إستطاع أن يستأصل ظفره فليفعل , ومن إستطاع أن يبطش بيده فليفعل , و من إستطاع أن يلهيه رقصا ليتمكن مرابط من طعنه في العمود الفقري فليفعل , و كل فعل مطلوب , وكل فعل مشروع . إنّ الفكرة الصهيونية قامت بتحالف دولي , و لن تتفكك إلاّ بتحالف عربي إسلامي مع أحرار العالم , وحتى لا نقدم خدمات معلوماتية مجانية للدوائر الغربية و الصهيونية التي كانت تقرأ خطابنا السياسي والإعلامي و الإستراتيجي وتعد خارطة هدم هذه المنطلقات قبل تبلور النتائج و لذلك فإني أوكل ذكر التفاصيل و البرامج و الخطط الآنية والمتوسطة المدى والبعيدة المدى للنخب العربية و الإسلامية التي يجب أن تخرج من دائرة التنظير الذهني إلى دائرة التنظير الوجودي أو التطبيقي والعملي .. وإذا كانت معادلات تفكيك الكيان الإسرائيلي في دائرته المحلية و دائرته العربية موجودة ويجب أن تفعلّ بطريقة خاصة , ولا يجب الكشف عنها حتى يكتب لها النجاح , ولا ننسى بأنّ الفكرة الصهيونية كرسّت في كنف السرية و المواربة . و إذا جاز لنا أن نستخدم أسلوب المفكر الجزائري المرحوم مالك بن نبي الذي كان يجمع بين المعادلة الرياضية والمعادلة الفكرية والوصول إلى نتيجة منطقية كقوله الشهير بأنّ : الحضارة = إنسان + وقت + إنسان . فيمكن القول بأنّ : الكيان الإسرائيلي = فكرة صهيونية + تحالف دولي غربي + تخطيط محكم وقوة مالية جبارة .تفكيك الكيان الإسرائيلي = فكرة تحرير + تحالف فلسطيني وعربي و إسلامي + مشروع خطة إستراتيجية متكاملة و مدروس بعناية وفي كل المجالات .و معروف أنّ الكيان الإسرائيلي الذي شكلّ وصاغ العقل الغربي على قاعدة الهولوكست والمحرقة بدأ اليوم يفقد الكثير من الرصيد والتعاطف الدولي و المظلومية الصهيونية التي كانت عنوانا في الغرب على مدى نصف قرن تهاوت أمام منظر أطفال لبنان و قانا في عدوان نيسان 1996 و عدوان تموز- يوليو على لبنان العام 2006 غزة المقتولين بطرقة مفجعة – العدوان الإسرائيلي على غزة كانون الأول والثاني – ديسمبر ويناير 2009 و فيما يتعلق بالرؤية الإستراتيجية لتفكيك الكيان الإسرائيلي في إمتداده الدولي و إفقاده الشرعية الموهومة – الهولوكست - التي كان يبتز الإرادات الغربية من خلالها , فيجب إستمرار فضحه وفضح ممارساته أمام كل المحافل الدولية و المؤسسات الدولية في القارات الخمس . و تفكيك الدولة العبرية المعتدية سياسيا وإعلاميا هو اليوم أقرب إلى التحقق و الإمكان منه إلى الإستحالة , و مراكمة التواصل مع القارات الخمس والمؤسسات الفاعلة فيها والوسائل الإعلامية و إمدادها بالصور والوثائق التي تدين الدولة العبرية و مواصلة هذا العمل من شأنه أن يعرّي الدولة العبرية في مواقع قوتها الغرب , و هنا يجب أن تكون هناك مجموعتانمجموعة العمل في الدائرة العربية , وهي التي توصل صور ووثائق الإجرام الصهيوني إلى البعثات الديبلوماسية الغربية و المؤسسات الإقتصادية و الثقافية و الإعلامية والسياح الغربيين ومراسلي الصحف الأجنبية و المعاهد الثقافية و الرسميين الغربيين الذين يزورون البلاد العربية والإسلامية , وإمداد دوائر القرار الإعلامي و السياسي بكل صورة أو وثيقة تدين إسرائيل والصورة لا تحتاج إلى مترجم وهي بالغة التأثير في العقل الغربي خصوصا صورالأطفال الذين لا علاقة لهم بالإيديولوجيا المجموعة الثانية وهي المجموعة التي توجه عملها للغرب و تكثف من التواصل اليومي والأسبوعي والشهري مع المؤسسات السياسية , رؤساء و وزراء رؤساء تحرير وتلفزيونات و الكل لديه موقع في الشبكة المعلوماتية حتى رؤساء الدول الغربية و أقسام جمعية الأمم المتحدة والبعثات الدائمة في الأمم المتحدة يمكن التواصل معها عبر الإنترنت وإستخدام البريد الإلكتروني طغى على البريد العادي في الغرب , و مؤسسات الطفولة و الفن و المسرح و حتى الجمعيات الغربية المناوئة للعولمة وحتى لو كانت جمعيات محلية , كل هذه الدوائر تمد وتزوّد بالصور التي تدين الكيان الإسرائيلي . و صور الإدانة والوثائق يجب أن تضم . كل صورة بصرية أو وثائقية أو أي مستند يشكل دليلا على إدانه إسرائيل , صور متحركة – بكاميرا رقمية حديثة – أو صور قديمة و شهادات تاريخية وشهادات لمسؤوليين دوليين , وشهادات مثقفين و دعاة المراجعة –Revisionism - كغارودي وفوريسون ويورغان غراف وإرفينغ , ويجب أن تكون هذه المستندات والوثائق و الشهادات من بداية إحتلال إسرائيل لفلسطين و إلى يومنا هذا , جرائم إسرائيل في فلسطين , ولبنان وسوريا والأردن ومصر , وفي كل دولة عربية , جرائم الموساد الإسرائيلي في الدول العربية والغربية , و تكثيف التواصل مع كل شراح المجتمعات في القارات الخمس , وهذا من شأنه أن يحدّ من تأثيرات فكرة الهولكست ويعري إسرائيل , ويحاصرها سياسيا , و هذا الإنكماش السياسي الدولي و التراجع يعد بمثابة قطع الحبال السرية التي تغذي الكيان الإسرائيلي بكل المواد الحيوية التي تطيل عمره , و إذا تحقق ذلك فإنّ الفصل الأخير والذي ستنجزه المقاومات المسلحة ضدّ الكيان الإسرائيلي سيكون سهلا , ليتحقق بذلك وعد الله للمسلمين بأنهم سيدخلون المسجد الأقصى مطهرا من نجاسة الصهاينة الذين أمعنوا في قتل الأطفال , والذين تعتبر دماؤهم في ذمة كل عربي ومسلم , و الذين يجب أن نعاهد الله أمام جماجمهم المطحونة بالقنابل العنقودية الإسرائيلية و الأمريكية و أجسادهم المحروقة بقنابل الدايم و الفوسفور أن لا تهدأ حركته ومقاومته و وتحركاته السياسية والثقافية و الفكرية و الإجتماعية و الحضارية و إذا كان الواحد منا يبذل خمسين بالمائة من جهوده وطاقته سابقا من أجل مشروع الأمة العربية و الإسلامية و الإنسانية و القضية المركزية فلسطين , فإنه يجب وجوبا عينيا أن يبذل المرء اليوم وبعد إبادة الأطفال 500 بالمائة من الجهد من أجل فلسطين , وقد شكل إنتصار تموز – يوليو 2006 و إنتصار غزة كانون الثاني – يناير 2009 قاعدة لبناء خارطة تفكيك الكيان الإسرائيلي. يحي أبوزكريا |
المقاومة بسلاح المقاطعة: قاطعوا اليهود !
|
أخي المسلم: إن تعذّر عليك أي فعل أو جهاد مقاوم، فبربّك، على الأقل، قاطع اليهود بكل ما استطعت، وأينما كنت في العالم: ماليا و تجاريا وسياسيا وثقافيا وإجتماعيا وإقتصاديا. وهذا من حقك القانوني الفردي والديمقراطي المشروع. فلا تدعم - بأي طريق، مباشر أو غير مباشر، عدونا اليهودي. وهذا أضعف الإيمان أن تقاطع اليهود وتمتنع من دعمهم كأعداء، سواء بالمال أو بالتعامل التجاري أو السياسي أو الثقافي. وحاول أن تقاطع كل السلع اليهودية وكل الشركات اليهودية وكل المتاجر والمحلات اليهودية. وقاطع أيضا كل خائن يتعامل مع اليهود أو مع تجارتهم وسلعهم ومحلاتهم ومتاجرهم. إن كل ربح تجاري يكسبه منك يهودي قد يذهب كمشاركة منك غير مقصودة للمشاركة في المجهود الحربي اليهودي الإسرائيلي للإستمرار في إحتلال وقتل إخواننا الفلسطينيين كخطوة أولى لإخضاعنا جميعا ولتركيع أمتنا الإسلامية وإذلالها وإستعبادها. |
FRENCH |
ENGLISH |